إسرائيل وهوس شاليط
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • سيعود شاليط بعد غد الى بيته كما هو مأمول، إلاّ إنه لن يعود إلى الدولة، وإنما إلى مسرحية عاطفية. نأمل أن يعود سليم النفس، لكن من المؤكد أنه لن يعود إلى مجتمع طبيعي، وإنما إلى مجتمع مختل نفسياً، إذ بدأ هذا الاختلال النفسي الوطني منذ اليوم الأول لأسره وهو الآن بلغ ذروته.
  • لم يبق في اسرائيل خلال الأعوام الخمسة الأخيرة شخص واحد لم يهتم بمصير شاليط الذي تحول إلى رمز مجتمع بأسره. لقد ظل الجنديان اللذان قُتلا مع شاليط مجهولين، في حين أصبح هو بطلاً وأيقونة، ونسي الناس جنوداً غائبين، ولم يتحول أسرى الماضي الآخرون إلى رموز وطنية، فوحده شاليط وصل إلى ما صار عليه. خلال خمسة أعوام لم تمر نشرة أخبار واحدة تقريباً من دون أن تذكره، ولم تُجر مقابلة صحافية واحدة لم تأت على ذكر أسره.
  • من منا لا يعارض الإرهاب؟ ومن منا لا يؤيد الإفراج عن شاليط؟ لكن المجتمع الإسرائيلي لم يسأل نفسه لحظة، بصدق وشجاعة: لماذا أُسر شاليط؟ ولم يقل لنفسه لحظة، بصدق وشجاعة، إنه إذا استمر في نهجه فسيكون هناك كثيرون أشباه غلعاد شاليط موتى أو أسرى.
  • إن شاليط هو الثمن المحتوم لدولة تختار العيش على حد السيف الى الأبد. ولم يسأل أحد السؤال التالي: لماذا يُسمح بالتفاوض مع "حماس" بشأن مصير جندي واحد، ويُمنع التفاوض معها بشأن مصير شعبين ينزفان؟