على حملة الاحتجاج الاجتماعية في الولايات المتحدة وأوروبا أن تتعلم دروساً كثيرة من حملة الاحتجاج الإسرائيلية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • وفقاً لتقارير وكالات الأنباء المتعددة فإن عدد المشتركين في تظاهرات الاحتجاج الاجتماعية التي جرت يوم السبت الفائت في عدة مدن في الولايات المتحدة وأوروبا كان ضئيلاً للغاية، وأدنى كثيراً من المتوقع. وباستثناء التظاهرات التي جرت في كل من إيطاليا وإسبانيا فإن عدد المتظاهرين في سائر الدول كان أقل من عدد المتظاهرين في سورية.
  • ويمكن القول إن سبب فشل هذه التظاهرات، التي أقيمت في إطار حملة الاحتجاج الاجتماعية الأميركية - الأوروبية، يعود من جهة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة في الولايات المتحدة وأوروبا، ومن جهة أخرى إلى عدم حماسة الرأي العام الليبرالي لها نتيجة افتقارها إلى أهداف واضحة ومحددة، باستثناء هدف واحد يعتبر عاماً للغاية هو مكافحة الرأسمالية.
  • ولدى مقارنة أولى نتائج هذه الحملة بنتائج حملة الاحتجاج الاجتماعية والمطلبية التي شهدتها إسرائيل في الآونة الأخيرة، لا بد من لفت الانتباه إلى أن نجاح هذه الأخيرة نجم أساساً عن رفعها مطالب محددة من الحكومة الإسرائيلية، وامتناعها من الانجرار وراء شعارات عامة مثل محاربة الفئات الغنية، أو احتلال البورصة والبنوك، كما فعلت حملة الاحتجاج الأميركية - الأوروبية. وكان في طليعة المطالب التي طُرحت في إسرائيل: تقديم مساعدات حكومية للأزواج الشابة؛ خفض أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية؛ تغيير النظام الضريبي؛ إشراك الجمهور العريض في إقرار السياسة الاجتماعية. وبرأيي فإن حملة الاحتجاج تمكنت من تحقيق هذه المطالب كلها، وأحرزت نجاحاً غير مسبوق.
  • ومعروف أيضاً أن حملة الاحتجاج في إسرائيل نجحت في تعبئة 400,000 إسرائيلي اشتركوا في التظاهرة الكبرى من أجل العدالة الاجتماعية، في حين أن حملة الاحتجاج في الولايات المتحدة لم تنجح في تعبئة عُشر هذا العدد من المتظاهرين. بناء على ذلك يجدر بهذه الحملة الأخيرة أن تتعلم دروساً كثيرة من حملة الاحتجاج الإسرائيلية، ولا سيما طريقة الاحتجاج، وجوهر المطالب التي يجب رفعها.