لن تُستأنف المفاوضات ولن يحل السلام في إثر خطاب نتنياهو في الكونغرس
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • يمكن القول إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يغيّر الاتجاه الذي يسير فيه من خلال الخطاب الذي ألقاه في الكونغرس الأميركي أمس (الثلاثاء)، كما أنه لم يقل شيئاً مفاجئاً، ولم يطرح مبادرة سياسية جديدة. ومَن يتوقع من نتنياهو أن يقول نعم لخطة الرئيس الأميركي باراك أوباما هو أشبه بمَن يتوقع منه أن يتخلى عن حمضه النووي (DNA)، أو مَن يتوقع منه أن يموت، أو أن يولد من جديد.
  • بناء على ذلك، لن تُستأنف أي مفاوضات [مع الفلسطينيين] في إثر هذا الخطاب، ولن يحل أي سلام. ومع هذا فإن كلام نتنياهو، باعتباره رئيس معسكر اليمين والزعيم الأيديولوجي لحزب الليكود، على دولة فلسطينية يعتبر خطوة كبيرة جداً بالنسبة إلى شخص مثله، وفي الوقت نفسه فإنه تكلم على إمكان بقاء مستوطنات [في الضفة الغربية] خارج نطاق الحدود الإسرائيلية. غير أن هذه الأمور كلها ستحدث فقط في حال إقدام [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس على تمزيق اتفاق المصالحة مع حركة "حماس"، وفي حال إقدام الفلسطينيين على الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وعلى التنازل عن القدس، والموافقة على إقامة دولة مستقلة منزوعة السلاح، وعلى مرابطة قوات عسكرية إسرائيلية في غور الأردن.
  • لقد ظهر نتنياهو وهو يلقي خطابه السياسي في الكونغرس في أفضل حالاته، لكنه بدا حذراً للغاية بسبب إدراكه أن ثمة فجوة كبيرة بين الاستقبال الحار الذي حظي به في الكونغرس وبين الفتور الذي استُقبل به في البيت الأبيض.
  • في الوقت ذاته، بينت استطلاعات الرأي العام التي أجريت في الأيام القليلة الفائتة أن مكانته في صفوف الجمهور الإسرائيلي العريض تعزّزت كثيراً، وذلك على الرغم من تلاشي إمكان استئناف المفاوضات، وعلى الرغم من اقتراب أيلول/ سبتمبر المقبل مع ما ينطوي عليه من خطر الاعتراف الدولي الجارف بدولة فلسطينية تُقام ضمن حدود 1967.
  • ولا شك في أن رئيس الحكومة سيعود من زيارته لواشنطن إلى ائتلاف حكومي أكثر تماسكاً يضمن بقائه في السلطة أشهراً كثيرة، وستجد المعارضة صعوبة في مهاجمته، فضلاً عن أننا لم نسمع خلال اليومين الأخيرين عن أي بديل سياسي أو قيادي من جانب حزب كاديما. لكن بعد هذا كله فإن السؤال المطروح يبقى: إلى أين نمضي؟