نتنياهو لم يقدم شيئاً باستثناء وعود من دون ضمانات
تاريخ المقال
المصدر
- أعتقد مثل العديد من الإسرائيليين أن خطاب نتنياهو في الكونغرس كان خطاباً ممتازاً. لكني، وبعكس رئيس الحكومة، لا أؤمن كثيراً بالخطابات، وأعتبر أن الأفعال أقوى من الكلام. إن رئيس حكومة إسرائيل بارع في الخطابات وهو الأفضل على هذا الصعيد، إلاّ إنه في خطابه أمام الكونغرس قدم وعوداً من دون أن يكون لها غطاء سياسي.
- منذ حرب الأيام الستة ترفض الزعامة السياسية في إسرائيل اتخاذ القرارات المطلوبة، وما كان في الماضي قضية تكتيكية، تحول مع مرور الأعوام إلى مسألة أخلاقية وقضية وجود لا يمكن للدولة اليهودية التهرب من مواجهتها، فنحن اليوم في مواجهة الاختيار بين الحدود القابلة للدفاع عنها، وبين الكابوس المتمثل في تحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية.
- لم تكن المبادىء التي تطرق إليها أوباما في خطابه جديدة، فقد أخطأ الرئيس الأميركي عندما لم يتحدث بصورة واضحة عن استحالة تحقيق حق العودة، واستحالة الانسحاب الشامل إلى حدود 1967، كما أخطأ لأنه لم يذكر أن اعتراف الرئيس بوش [بإمكان ضم كتل المستوطنات الكبرى إلى إسرائيل] ما زال قائماً. من جهته، أخطأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بتضييعه عامين مهمين، وبتأليفه حكومة رفض وطني، واعتماده على ائتلاف يضم متطرفين ومحرضين على الحرب، وعجزه عن تحويل الكلام الصعب بالتخلي عن أجزاء من أرض إسرائيل إلى واقع.
- لقد اختار نتنياهو في نهاية خطابه البقاء في مكانه، وتقديم وعود لا يستطيع الوفاء بها. واليوم سيعود من واشنطن، وستتبدد بعد ساعات أصداء التصفيق الحار الذي لقيه في الكونغرس، والذي لن يستطيع أن يخفي الأزمة العميقة التي نشأت بينه وبين أوباما. ففي حال لم تجرِ إسرائيل تغييراً جوهرياً في سياستها فقد تخسر أهم صديق لها.
- إن أغلبية سكان إسرائيل تدرك ألاّ مفر من قيام دولة فلسطينية، وهناك إجماع على أن هذه الدولة ستكون منزوعة السلاح، وسيجري ضم أغلبية المستوطنات والمستوطنين إلى إسرائيل لدى التوصل إلى تسوية.