إسرائيل دولة نووية عظمى
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- مع أنه يتعين علينا ألاّ نبالغ في أهمية تصريح الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، في إنكلترا، أن في حيازة إسرائيل 150 قنبلة نووية، إلاّ إنه يشكل، في نظر المحللين، تأكيداً رسمياً أن إسرائيل دولة نووية عظمى، أكثر من التقديرات والتسريبات والتخمينات كلها التي رافقت البرنامج النووي الإسرائيلي خلال العقود الخمسة الفائتة.
- إن الحديث هنا ليس عن عالم يبني تقديراته على حساب قدرة إنتاج مفاعل ديمونا، ولا عن نبأ صحافي مجهول المصدر، وإنما عن رئيس أميركي اتبع، لدى دخوله إلى البيت الأبيض، سياسة تعاون سرية في المجال النووي بين إسرائيل والولايات المتحدة.
- إن سياسة التعاون السرية هذه تمت بلورتها والاتفاق عليها قبل نحو أربعة عقود. ففي سنة 1969، في إبان زيارة رئيسة الحكومة الإسرائيلية، غولدا مئير، للولايات المتحدة، جرى الاتفاق على مبادىء التفاهمات النووية مع الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون. وكانت هذه أول مرة تسلّم فيها الولايات المتحدة بكون إسرائيل دولة نووية، ويتم الاتفاق على عدم الكشف عن تفصيلات علنية بشأن برنامجها النووي. ومنذ ذلك الوقت، التزم الرؤساء الأميركيون جميعهم، والمسؤولون الكبار في الإدارة الأميركية كلهم، الصمت المطبق إزاء البرنامج النووي الإسرائيلي.
- من المنطقي أن نفترض أن كارتر عرف، لدى توليه رئاسة الولايات المتحدة، ما الذي تحتفظ إسرائيل به في ترسانتها النووية. غير أنه ليس في إمكاننا أن نفهم من تصريحاته ما إذا كان العدد الذي تحدث عنه يتعلق بالقنابل النووية التي كانت في حيازة إسرائيل عندما ترك البيت الأبيض [في سنة 1981]، أو تلك التي في حيازتها الآن. فإذا كان يشير إلى حجم الترسانة النووية الإسرائيلية عندما ترك البيت الأبيض، فإن ما يمكن تقديره، بحسب مصادر أجنبية، هو أن في حيازة إسرائيل 300 قنبلة نووية في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإن الأمر المهم هو أن رئيساً أميركياً يكشف النقاب [لأول مرة] عن كون إسرائيل دولة نووية عظمى.
- يمكن الافتراض أن إيران ستستغل تصريحات كارتر كي تظهر ازدواجية الموقف الغربي، الذي لديه استعداد للتسليم بإسرائيل نووية، لكنه يبذل جهوداً كبيرة لمنع إيران من تطوير برنامجها النووي. غير أن الناتج الأهم لهذه التصريحات هي تعزيز قوة الردع الإسرائيلية.