للأسبوع الـ34 على التوالي، عشرات آلاف الإسرائيليين يشاركون في تظاهرات الاحتجاج على خطط الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى إضعاف النظام القضائي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

شارك عشرات آلاف الإسرائيليين مساء أمس (السبت)، وللأسبوع الـ34 على التوالي، في التظاهرات التي أقيمت في تل أبيب وفي جميع أنحاء إسرائيل، احتجاجاً على خطط الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى إصلاح النظام القضائي، والتي يعتبرون أنها تهدف إلى إضعاف هذا النظام وإخضاعه للسلطتين التنفيذية والتشريعية.

ومع تجميد حزمة التشريعات لإضعاف النظام القضائي بسبب العطلة الصيفية للكنيست، سلّط المتظاهرون الضوء بشكل متزايد على قضايا أُخرى خلال الاحتجاجات الأخيرة، بما في ذلك حوادث التمييز الأخيرة ضد المرأة، والتي تفاقمت تحت وطأة تأثير الأحزاب المتدينة في الائتلاف الحكومي الحالي.

وركز المتظاهرون هذا الأسبوع أيضاً على ارتفاع جرائم العنف في البلدات العربية، في الوقت الذي تواجه الحكومة انتقادات متزايدة بشأن ردها على جرائم القتل التي حطمت أرقاماً قياسية.

وشارك نحو 100.000 ألف شخص في التظاهرة الرئيسية التي أقيمت في شارع كابلان في تل أبيب. وتكلم فيها متحدث عربي رئيسي هو رئيس بلدية الطيرة [المثلث الجنوبي] مأمون عبد الحي. وجاء خطاب عبد الحي بعد أيام على مقتل المدير العام لبلدية الطيرة عبد الرحمن قشوع بالرصاص في وسط المدينة. وأعقبت مقتل قشوع في اليوم التالي جريمة قتل رباعية في بلدة أبو سنان في شمال إسرائيل، في أحد أكثر أعمال العنف الجنائي دمويةً هذا العام.

وقال عبد الحي في خطابه: "إن الدماء تتدفق في شوارعنا، وما الذي تفعله حكومة إسرائيل الحالية؟ تقوم بتفكيك الشرطة، وتوقف الميزانيات التي من المفترض أن تذهب إلى التربية والتعليم،" في إشارة إلى أموال السلطات المحلية العربية التي جمّدها وزير المال بتسلئيل سموتريتش [رئيس الصهيونية الدينية].

وأضاف عبد الحي: "أنا أشغل منصب رئيس البلدية منذ 15 عاماً، والمجتمع العربي يعاني جرّاء التمييز والإهمال منذ فترة طويلة، ومع ذلك، فهذه أسوأ حكومة على الإطلاق. صدر قرار بتركنا نتعامل مع الدماء. إن مَن يعيّن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للحفاظ على سلامتنا، لا يريد الحفاظ على سلامتنا. فهل سيقوم الوزير الذي لا يريدنا في البلد بحمايتنا؟ هل سيقوم وزير يكره العرب بحماية الأطفال العرب؟"

وتحدّث في التظاهرة التي أقيمت عند مفترق كركور [شمال إسرائيل] رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد، فوصف بن غفير بأنه عنصري بغيض وفاشل تماماً، في إشارة إلى تصريحات هذا الأخير الأسبوع الماضي، التي قال فيها إن حق اليهود في السفر والعيش بأمان في الضفة الغربية أكثر أهميةً من حق العرب في التنقل بحُرية.

وقال لبيد: "لقد شاهدتم بن غفير على شاشة التلفزيون هذا الأسبوع. إنه عنصري بغيض وفاشل تماماً حركة المقاطعة (BDS) لم تحصل على هدية كهذه من قبل. هذا الرجل هو هدية لكل المُعادين للسامية وكارهي إسرائيل. إنه يتسبب بضرر للعلاقات العامة، وضرر قانوني وأخلاقي، ورئيس الحكومة لا يدين ذلك لأنه يعتمد عليه."

وفي وقت سابق أمس، شنّ كلٌّ من رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، ووزير الدفاع السابق موشيه يعلون، هجوماً حاداً على الحكومة بسبب تعامُلها مع تصاعُد موجة العنف في المجتمع العربي والتصعيد في الهجمات الفلسطينية.

وقال ليبرمان في سياق لقاء ثقافي أقيم في بئر السبع، إن هناك فقداناً للسيطرة على المناطق [المحتلة]، حيث يحدث كل يوم شيء ما.

وأضاف ليبرمان أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فشل في الحفاظ على الأمن، وفشل في الحوكمة، وفشل في كبح العنف في المجتمع العربي.

وقال يعلون الذي تحدّث في اللقاء نفسه في بئر السبع: "ما دامت هذه الحكومة قائمة، فإن ’الإرهاب’ سيزداد."

وأضاف يعلون أن أيديولوجية الوزيرين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وبن غفير ستكون سيئة للعرب. وقال: "إنهما يريدان طرد العرب وترسيخ التفوق اليهودي إنهما شخصان موهومان يقوداننا إلى ديكتاتورية مسيانية فاشية وفاسدة."

 

المزيد ضمن العدد