في إطار حالة التأهب القصوى خلال فترة الأعياد، تواصل فرقة يهودا والسامرة جهودها الدفاعية المكثفة في الضفة الغربية في مواجهة حوادث إطلاق النار الأخيرة، وملاحقة "المخربين" الذين نفّذوا هذه الهجمات وفرّوا. وعلى خلفية التقارير بشأن تعزيز قوة السلطة الفلسطينية، يواصل الجيش المحافظة على الفصل بين الساحات بقدر الإمكان. ففي منطقة الخليل وعتسيون وبنيامين، يسود هدوء نسبي. والتركيز حالياً هو على منطقة منشيه وشومرون اللتين تختلف الواحدة منهما عن الأُخرى.
في منطقة منشيه (شمال الضفة الغربية)، يواجه الجيش تهديدات إطلاق النار، وعموماً من طرف خلايا مسلحة، في اتجاه محاور الطرق والمواقع والحواجز التابعة للجيش الإسرائيلي. كما يجري إطلاق النار في اتجاه شيكيد وبلدات أُخرى. بالإضافة إلى تهديدات محدودة بإطلاق صواريخ. ومؤخراً، رأينا الجيش ينشط في مدينة جنين وفي مخيمات اللاجئين، ويعتقل نشطاء أطلقوا النار على قواته. وتحاول السلطة الفلسطينية أيضاً التحرك في مدينة جنين ضد المجموعات المسلحة، لكن على الرغم من ذلك، فإن عمليات إطلاق النار تتواصل.
في منطقة شومرون، يختلف الوضع قليلاً. ويكشف الجيش عن وجود عدة خلايا لإطلاق النار بدأت برفع رأسها في القرى القريبة من نابلس. ولا يزال الشاباك والجيش يطاردان "المخرب" الذي قتل أباً وابنه قبل شهر، و"المخرب" الذي جرح إسرائيليين اثنين في هجوم بإطلاق النار وقع في حوارة قبل أسبوعين.
ويشرح مصدر عسكري رفيع المستوى في فرقة يهودا والسامرة أنه بالإضافة إلى المطاردة، الهدف خلق ردع، ومن هنا، تزداد العمليات ومصادرة السلاح والاعتقالات الكثيرة، وليس فقط العمليات المركزة. على سبيل المثال، في ليلة واحدة في الأسبوع الماضي، عاين الجيش ومشّط أكثر من 450 هدفاً في منطقة السامرة. وهذه العمليات الهجومية لا تجري في الفراغ. فالهجمات بإطلاق النار التي ازدادت هذه السنة، أثارت غضب المستوطنين الذين يريدون إعادة الحواجز وعمليات التفتيش على مداخل البلدات والقرى.
إلى جانب ذلك، قامت قيادة المنطقة الوسطى بتحسين عنصر إغلاق دائرة الحركة ضد "المخربين"، وخلال الأشهر الماضية، توطّد التعاون والتفاعل بين شرطة الشاباك والشرطة العسكرية في فرقة يهودا والسامرة على مستوى المقاتلين الموجودين في الميدان. ويجري نقل المعلومات الاستخباراتية بسرعة وبصورة أكثر شمولية، عبر استخدام وسائل تكنولوجية حديثة محاطة بالسرية.
يقول المصدر: "تحسّنت الاستخبارات كثيراً. وهي تنقل اليوم تفاصيل أكثر عن الأهداف، وبسرعة. ونحقق اليوم نجاحات أكثر، ونستطيع القيام باعتقالات حيثما نشاء."
في كانون الثاني/يناير الفائت، نُفّذت 26 عملية إغلاق، وتم القبض خلالها على "مخربين". في شباط/فبراير، نُفّذ 18 هجوماً ناجحاً من هذا النوع، وفي آذار/مارس والأشهر التي تلته، جرى تنفيذ 24، و12، و27، و34 عملية إغلاق دائرة. وفي آب/أغسطس، نُفّذت 22 عملية ناجحة، وفي أيلول/سبتمبر، نُفّذت 9 عمليات جرى خلالها القبض على المطلوبين المستهدفين.
يقول المصدر الرفيع في قيادة المنطقة الوسطى: "التعاون الاستخباراتي بين القوات تحسّن كثيراً. في الماضي، كان نقل المعلومات الدقيقة إلى الجندي على الأرض يستغرق 40 دقيقة. اليوم، تصل المعلومة إلى المقاتل في الميدان خلال دقيقة واحدة، مع كل التفاصيل والكثير من المعطيات، ونترك له مهمة اعتقال المطلوب، وهذا ينجح."