تقرير: نتنياهو يعتذر عن تغريدة كرّر فيها ادعاءاته أن قادة المؤسسة الأمنية لم يحذّروه من هجوم وشيك لـ"حماس" وأثارت انتقادات حادة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

كرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "إكس" ["تويتر" سابقاً] في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، ادّعاءاته أن قادة المؤسسة الأمنية لم يحذّروه من أي هجوم وشيك لحركة "حماس"، وهو ما أثار انتقادات حادة، وفي إثرها، حذف نتنياهو التغريدة بعد نحو 9 ساعات على نشرها، وأصدر اعتذاراً عنها.

وكُتب في التغريدة الأصلية، بعد ساعات من عقد نتنياهو مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع كلٍّ من وزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير بني غانتس: "خلافاً للادعاءات الكاذبة، لم يتم تحذير رئيس الحكومة نتنياهو، تحت أي ظرف من الظروف، وفي أي مرحلة، من نيات ’حماس’ الحربية. على العكس من ذلك، فإن جميع المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"]، قدّروا أنه تم ردع ’حماس’، وأن الحركة تبحث عن تسوية. لقد تم تقديم هذا التقييم مراراً إلى رئيس الحكومة والحكومة من طرف جميع قوات الأمن وأجهزة الاستخبارات حتى اندلاع الحرب."

تغريدة نتنياهو هذه، التي ألقى فيها اللوم على المسؤولين الأمنيين، بدلاً من تحمُّل أي مسؤولية بنفسه، عن الإخفاقات التي أدت إلى أحداث يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أثارت انتقادات حادة صباح أمس (الأحد)، بما في ذلك داخل حكومة الطوارئ التي ألّفها.

وكتب رئيس تحالُف "المعسكر الرسمي" الوزير بني غانتس تغريدة ردّ فيها على تغريدة نتنياهو: "يجب على رئيس الحكومة التراجع عن تصريحه والتوقف عن تناوُل هذه المسألة"، فيما بدا أنه أول خلاف علني بينهما منذ انضمام غانتس إلى الائتلاف الحكومي، بعد اندلاع الحرب.

وأضاف غانتس: "في هذا الصباح على وجه الخصوص، أريد دعم ومساندة جميع قوات الأمن وجنود الجيش الإسرائيلي، بمن فيهم رئيس هيئة الأركان العامة، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ورئيس جهاز الشاباك. عندما نكون في حالة حرب، يجب على القيادة إظهار المسؤولية واتخاذ القرارات الصحيحة ومساندة القوات بطريقة تفهم ما نطلبه منها."

وقال رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد، الذي رفض الانضمام إلى حكومة الطوارئ، إن نتنياهو تجاوز الخط الأحمر، ويجب عليه الاعتذار.

وقال لبيد في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "إكس": "بينما يقاتل جنود وضباط الجيش الإسرائيلي بشجاعة ضد ’حماس’ وحزب الله، يحاول رئيس الحكومة إلقاء اللوم عليهم، بدلاً من دعمهم. إن الجهود المبذولة للتهرّب من المسؤولية وإلقاء اللوم على المؤسسة الأمنية تُضعف الجيش الإسرائيلي في أثناء قتاله ضد أعداء إسرائيل."

وجاءت تغريدة نتنياهو بعد ساعات فقط من عقده مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع غالانت وغانتس أول أمس (السبت)، تلقى فيه أسئلة من الصحافيين، لأول مرة منذ اندلاع الحرب.

وخلال هذا المؤتمر الصحافي، امتنع رئيس الحكومة مرة أُخرى من تحمّل المسؤولية المباشرة عن الهجوم الدامي الذي نفّذته حركة "حماس"، وقال: "بعد الحرب، سيتعين على الجميع تقديم إجابات، بمن فيهم أنا"، مكرراً التعليقات التي أدلى بها في وقت سابق من الأسبوع، وشدّد على أنه كان هناك كارثة فظيعة. كما رفض الالتزام بتشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في الإخفاقات التي مكّنت "حماس" من ارتكاب الهجوم، وأكد أن تركيزه الآن ينصب فقط على الانتصار وإنقاذ الدولة.

وسُئل نتنياهو أيضاً عمّا إذا كانت خطة الإصلاح القضائي، التي حاولت حكومته الدفع بها قدماً، صرفت الانتباه عن التحديات الأمنية، فقال إن المقترحات التشريعية لإضعاف المحاكم لم تعد مُدرجة على جدول الأعمال، وإن الخلافات تم حلّها في مواجهة الحرب.

يُذكر أنه بعد نحو ساعة من قيامه بحذف المنشور، قدم نتنياهو اعتذاراً عن البيان، وكتب على موقع "إكس": "لقد أخطأت. إن الأمور التي قلتها عقب المؤتمر الصحافي ما كان ينبغي أن تُقال، وأنا أعتذر عن ذلك. إنني أعطي الدعم الكامل لجميع رؤساء الأجهزة الأمنية، وأساند رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي وقادة وجنود الجيش الموجودين على الخطوط الأمامية ويقاتلون من أجل وطننا."

 

المزيد ضمن العدد