أوقفوا ملاحقة المواطنين العرب
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- منذ نشوب الحرب، وبعد "المجزرة" المروعة في مستوطنات الغلاف، المواطنون العرب في إسرائيل في عين العاصفة. هويتهم المركبة حولتهم إلى مشتبه فيهم فوراً، في نظر كثيرين من اليهود، وهي تعرّضهم لشتى مظاهر العنصرية وشهوة الانتقام.
- إن التعامل مع العرب في إسرائيل، بصفتهم طابوراً خامساً، غير محصور بالغوغاء الغاضبة، بل هو منتشر وسط الحكومة، وفي الكنيست. ولوزير الأمن القومي الكهاني إيتمار بن غفير عدد من الشركاء الذين يتمنون حدوث نكبة ثانية. وعندما سارع إيتمار بن غفير، بعد أيام على بدء الحرب، إلى التحذير من أحداث "حارس أسوار 2"، أظهر المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي مسؤولية عندما أشار إلى حُسن تصرُّف المواطنين العرب. وقال في نقاش في الكنيست: "يجب أن نقول كلمة حق عن التصرف المثالي للعرب وعدم وقوع أي حادث، وعندما تقع حوادث، سيجري التعامل معها على المستوى المحلي."
- وبينما يبذل كثيرون من الطيبين كل ما في وسعهم من أجل تهدئة الأجواء وتقليص التوتر بين اليهود والعرب، يعمل كثيرون على تأجيج العداء، بينهم مؤثّرون في شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات تواصُل اجتماعية، مثل "إسرائيل بيدور" [Israel Entertainment] التي تدعو إلى مقاطعة وإدانة الجهات العربية – الإسرائيلية التي لم تعبّر عن موقف علني صارم ضد "المذبحة". والنقطة التي ينطلقون منها هي أن الصمت، شأنه شأن تأييد "الإرهاب". في المنظومة الصحية، يجري فحص صفحات التواصل الاجتماعي للأطباء والطواقم العربية، بهدف الكشف عن مضامين يمكن أن تُعتبر تأييداً لـ"الإرهاب"، وقامت المؤسسات الطبية بإبعاد وإقالة عاملين.
- في غضون ذلك، تُظهر الشرطة والنيابة العامة تساهلاً بشأن كل ما له علاقة بالاعتقال وتوجيه كتب اتهام بتأييد "الإرهاب" بسبب منشور في وسائل التواصل الاجتماعي. ولا يوجد خلاف على أن قسماً من هذه الحالات عبارة عن منشورات مثيرة للاشمئزاز، لكن ردة الفعل الرسمية عليها تفتقر إلى التوازن. في يوم السبت، تعرّض طلاب عرب من كلية نتانيا للاعتداء على يد المئات من السكان، واضطروا إلى اللجوء إلى السطح بانتظار مجيء الشرطة التي عملت على إجلائهم، وسط تظاهرات كانت تهتف "الموت للعرب" وتهديدات بالقتل.
- علينا أن نذكر هنا أن "حماس" لم تفرّق بين اليهود والعرب. لقد قُتل 19 مواطنا ًعربياً أيضاً، وخُطف مواطنون، في أغلبيتهم، من البدو. والصواريخ أيضاً لا تفرّق بين مواطن وآخر. وفي الجيش والشرطة، يقاتل اليهود والعرب من الدروز والبدو، جنباً إلى جنب، ضد "حماس". في الأمس، قال الوزير بني غانتس: "المواطنون العرب في إسرائيل هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي. وهم مثلنا، يتألمون مما جرى للأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء." من الأجدى أن يتبنى سائر وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست هذا الموقف. هكذا يجب أن تتصرف قيادة مسؤولة تهتم بتهدئة الأجواء، وبتوحيد مواطني الدولة، بدلاً من تحريض الواحد منهم ضد الآخر.