يجب منع اشتعال الضفة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في الوقت الذي يوسّع الجيش الإسرائيلي العملية البرية في غزة، ويدفع هجمات حزب الله في الشمال، ويعترض صواريخ يطلقها الحوثيون من فوق إيلات، يتبين أن هناك إسرائيليين يريدون إضافة ساحة أُخرى إلى المعركة. مسؤولون أمنيون يتابعون ما يجري في الضفة الغربية عن كثب، يلاحظون جهداً مخطَّطاً له للمستوطنين للاستيلاء على أراضٍ وطرد فلسطينيين (مثلاً من منطقة سوسيا، جنوبي جبل الخليل)، ونشر الذعر والخوف، من خلال اقتلاع المئات من أشجار الزيتون، وإحراق أملاك، والضرب، وإطلاق النار (عاموس هرئيل، "هآرتس"، 1/11/2023).
- وفي الوقت الذي يتجنّد حلفاء إسرائيل في العالم، ويقفون إلى جانبها، وترسل الولايات المتحدة حاملات طائرات وتسلّح إسرائيل، في محاولة لمنع اشتعال كامل، ولردع الأطراف المعادية في المنطقة عن مهاجمة إسرائيل، وعلى رأسهم إيران؛ وفي الوقت الذي يحاول العالم الغربي كله التصرف بمسؤولية لكبح التدهور نحو حرب إقليمية؛ تعمل أطراف متطرفة في إسرائيل بطريقة يمكن أن تؤدي إلى حرب. الحكومة لا تلجمهم، لا بل تدللهم بمئات الملايين من الشيكلات - المال الذي تنوي الحكومة تحويله إلى وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، والذي سيُحوَّل إلى وحدة الاستيطان والمستوطنات.
- يستغل المستوطنون الحرب لإقامة بؤر استيطانية جديدة، وشق طرقات للمستوطنات وربطها بالبؤر والمزارع الرعوية الجديدة نسبياً. جزء من هذه الطرقات يشقّه الجيش الإسرائيلي.
- زعامة مسؤولة، كانت ستأمر الجيش بالوقف الفوري لهذه الأعمال، وتُبعد عن المناطق الجهات التي تحاول دفع إسرائيل إلى حرب إضافية، مع كل ما يعنيه ذلك بخصوص تحويل الموارد والقوات. لكن كلمة مسؤولية تبدو غريبة عن هذه الحكومة المؤلفة من متطرفين. وعندما يكون الوزير المسؤول عن الإدارة المدنية بتسلئيل سموتريتش مستوطناً وأبارتهايدياً، لا غرابة في أن الإدارة المدنية لا تقدم تقارير وافية بشأن ما يحدث.
- أي رئيس حكومة ملتزم بانتظام دولة إسرائيل، كان سيطرد الكهانيين والأبارتهايديين المسيانيين من حكومته، من أمثال سموتريتش وإيتمار بن غفير ورفاقهما، ويوضح للمستوطنين أن إسرائيل لن تتساهل معهم. لكن حكومة بنيامين نتنياهو اختارت فعل العكس، وعيّنت في الأمس عضو الكنيست نسفي سكوخوت، من حزب "الصهيونية الدينية"، رئيساً للجنة الفرعية للجنة الأمن والدفاع التي تهتم بشؤون الضفة. وهذا أشبه بتعيين مُشعل حرائق قائداً لقسم الإطفاء.
- إذا لم تسارع الحكومة فوراً إلى الرد بقوة على أعمال المستوطنين في المناطق، فإنها ستكون قد وقّعت على كارثة أُخرى، ستُضاف إلى قائمة تقصيراتها.