تهجير جماعي، وإقامة حديقة عامة مكان غزة - لا يجب الاستهتار بخطط المستوطنين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • "إلى البيت - عائدون إلى غزة"، ليس عنواناً لصفحة جديدة في "الفايسبوك"، بل لصفحة أُنشئت في 12 تموز/يوليو 2014، بعد 50 يوماً على اندلاع حملة "الرصاص المصبوب". آخر ما نُشر في هذه الصفحة كان قبل الحرب الحالية، في 22 آب/أغسطس، وبشّر بإقامة نواة استيطانية جديدة في شمال الضفة الغربية. المنشور التالي نُشر في 12/10، وبعد 6 أيام على "المذبحة" التي نفّذتها "حماس". ويتضمن صور كثيرين من الإسرائيليين الفَرحين في مستوطنة، وأرفقتها إحداهن، اسمها عيدي موئيل، بتعليق: "منذ الآن، أسمع الغناء، والأصوات، غزة مُحيت، والشمال قد توسع".
  • بعد ذلك بدقائق، كتب "جندي احتياط بسيط في الجبهة" اسمه بنيامين كربلز "لديّ اقتراح. بعد عامين، ستقوم مدينة أمّ في إسرائيل تسمى ’نصر إسرائيل’، ستكون في مكان ’بلد القتَلة، غزة سابقاً"، ويشرح الصورة المرفقة، قائلاً: "صناديق من القذائف الفارغة. أرسلنا الهدايا التي كانت في داخلها إلى العدو".
  • ويوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر، اقترح مئير دانا - فيكار، الذي أنشأ الصفحة، حلاً عبر المنشور التالي "هناك حل سينهي مشكلة غزة: احتلالها من جديد، وهدم ’مدينة الإرهاب’ فوق الأرض وتحتها، بالإضافة إلى مخيمات اللاجئين، ثم تهجير السكان جنوباً". وفي منشور آخر، اقترح تصحيح الخطأ وإقامة مدن يهودية ذات كثافة سكانية عالية في غزة. دانا- فيكار هو مستوطن من مستوطنة "بيت حغاي"، ويسخر ممن يرى أن خطته واهمة. إنه على حق! فبعد تجربة الأعوام الخمسين الماضية، يجب أخذ كل الأوهام التي تصدر عن المستوطنين على محمل الجد، والتعامل معها على أنها خطة عمل للحكومة المقبلة، أو لهذه الحكومة التي لا تزال موجودة. وعندما تكون الأوهام مبنية على خطط علنية وتهجير جماعي - فإن الحرب هي الأرضية الأكثر تلاؤماً لتحقيقها.
  • على سبيل المثال، البروفيسور أفيتار متنياه، من جامعة تل أبيب، يطالب بتدمير غزة، لكنه يعارض إقامة مستوطنات مكانها. ففي مقالة نشرها في النسخة المطبوعة من صحيفة "مكور ريشون" يوم 27/10، اقترح تقليص غزة، بحيث تشمل الجزء الجنوبي فقط، بعد تهجير المجتمع الفلسطيني، ثم هدم غزة كلياً، وإقامة حديقة عملاقة مكانها لتكون تذكاراً للضحايا؛ وقبل أسبوعين، كشف زميلي من صحيفة "كلكاليست" ورقة سياسات صادرة عن وزارة الاستخبارات، برئاسة غيلا غمليئيل، تتضمن اقتراح تهجير سكان غزة كلهم إلى مصر. الورقة الداخلية وصلت إلى مجموعة تقيم ما يسمى "مكتب الاستيطان - غزة"؛ أما عضو الكنيست عن "الليكود" أمير فيتمان، فيطالب بحزمة تعويضات كريمة لمصر لضمان إسكان المهجّرين الفلسطينيين في مصر نفسها، وليس في سيناء.
  • تعيين رئيس الموساد السابق يوسي كوهين مبعوثاً "للمهمات الخاصة"، ومن صلاحياته البحث في اليوم التالي للحرب، يعكس إلى أي حد أن هذه الأفكار ليست هامشية. فمثلاً "هل يمكن نقل جزء كبير من سكان المجتمع الغزي إلى سيناء، بموافقة مصر"، بحسب ما كشف يوسي فيرتر في 3/11 في "هآرتس". وأضاف أن مصدراً سياسياً قال له إن "إسرائيل لا تستطيع قبول عودة الذين فرّوا إلى الجنوب، بعد وقف إطلاق النار، إلى الشمال".
  • الآن، يدفع الجيش بسكان الشمال إلى الجنوب، عبر القصف الثقيل والقتل. في نهاية الحرب، يمكن أن يتم التوصل إلى تسوية بين الذين يطالبون بالتهجير الكامل والاستيطان، وبين الذين يريدون الاستيطان في 80% من مساحة غزة فقط، وبين هؤلاء الذين يريدون حديقة كبيرة وتهجيراً جزئياً.