فصول من كتاب دليل اسرائيل
نشر يائير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، منشورات على حسابه في موقع "تيليغرام" في بداية هذا الأسبوع، ألقى فيها باللوم على الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] والمحكمة العليا في الإخفاقات التي أدت إلى هجوم "حماس" على منطقة "غلاف غزة" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وكان هذا الهجوم أدى إلى مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل، وخطف أكثر من 240 آخرين إلى غزة، وإلى اندلاع الحرب المستمرة مع الحركة.
ونشر يائير، الذي انتقل إلى ميامي في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، وبقي هناك على الرغم من الحرب الدائرة في قطاع غزة، مقطع فيديو، قال إنه يتعلق بكيفية تغيير المحكمة الإسرائيلية العليا للترتيبات الأمنية وتعليمات إطلاق النار في منطقة الحدود مع قطاع غزة. وتضمّن المقطع فيديو لمحامٍ من "منتدى كوهيلت"، وهو مركز أبحاث محافظ، شكلت أفكاره الأساس الأيديولوجي لبرنامج الإصلاح القضائي المثير للجدل، والذي أطلقته الحكومة الإسرائيلية، واعتبرته المعارضة وأوساط واسعة بمثابة انقلاب على الجهاز القضائي.
ونشر يائير أيضاً لقطة لشاشة خبر مجهول المصدر لهيئة البث الإسرائيلية الجديدة "كان"، نُشر يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وكتب تحتها ما يلي: "الرسالة التي أرسلها جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي إلى المستوى السياسي، وفحواها: من أجل الحفاظ على السلام في قطاع غزة يجب أن تستمر العمليات الاقتصادية لغزة".
كما شارك نجل رئيس الحكومة متابعيه عنواناً رئيسياً من تقرير لقناة التلفزة الإسرائيلية 12 بشأن جنديات استطلاع حذّرن من نشاط حركة "حماس" في منطقة الحدود مع غزة، قبل هجوم الحركة بعدة أشهر، لكن تم تجاهلهن من طرف جميع قادتهن.
كذلك، انتقد صحافيين بسبب طرح أسئلة سياسية وإجراء استطلاعات رأي عام، في إشارة إلى استطلاعات الرأي العام الأخيرة التي تُظهر انخفاضاً حاداً في الدعم لرئيس الحكومة وحزبه الليكود.
يُذكر أن نجل رئيس الحكومة انتقل إلى فلوريدا، بعد أن طالبه نتنياهو وزوجته بالتوقف عن النشر على وسائل التواصل الاجتماعي وعدم التحدث مباشرة مع المشرّعين أو الوزراء، وسط اتهامات له بتأجيج التوترات في إسرائيل ومفاقمة الخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة. وقد واجه انتقادات لبقائه في الولايات المتحدة، على الرغم من اندلاع الحرب ضد غزة، حيث عاد عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى ديارهم للانضمام إلى أكثر من 300.000 جندي احتياط تم استدعاؤهم في بداية الحرب.
وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس الحكومة، بعد طرح سؤال عليه بهذا الشأن في مؤتمر صحافي، إن يائير يقوم بعمل تطوعي في الولايات المتحدة، ويحصل على معدات ضرورية للجيش، ولخدمات الطوارئ.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن نتنياهو نفسه رفض مراراً تحمُّل أي مسؤولية عن الإخفاقات التي أدت إلى هجوم "حماس"، لكنه في الوقت عينه، أكد أنه سيتم التحقيق في هذه الإخفاقات بعد الحرب. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أفادت تقارير بأن نتنياهو أشار إلى أن الاحتجاجات التي قام بها جنود الاحتياط ضد خطة الإصلاح القضائي، التي دفع بها ائتلافه في وقت سابق من العام الجاري، ربما كانت عاملاً في قرار "حماس" شنّ هجومها يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهو ما اعتبره كثيرون محاولة منه للتنصل من المسؤولية عن الإخفاقات، على ما يبدو. ونفى رئيس الحكومة في وقت لاحق الإدلاء بأي تعليقات من هذا القبيل.
ويشير عدد من المقربين من رئيس الحكومة إلى أنه يعتقد أنه سيكون على إسرائيل بعد الحرب التحقيق في أي صلة بين العصيان في الجيش ودوافع قائد "حماس" في غزة، يحيى السنوار، إلى شنّ الهجوم القاتل، في إشارة إلى رفض جنود الاحتياط الالتحاق بالخدمة الاحتياطية قبل الحرب، احتجاجاً على خطة التعديلات القضائية المثيرة للاستقطاب، التي طرحتها حكومته.