إسرائيل مخطئة، ويجب زيادة حدة الهجمات في قطاع غزة
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- يمكن أن نعزو تأجيل الاتفاق بشأن صفقة تحرير المخطوفين، بحسب مصادر سياسية والبيت الأبيض معاً، إلى أسباب لوجستية، لا جوهرية، لكن ما من شك في أنه لو سنحت لحركة "حماس" فرصة لكسب الوقت، وكسب يوم إضافي، فإنها ستقوم بكل ما في وسعها لتحقيق ذلك. يبدو أن المشكلة الأساسية كامنة في أن إسرائيل لا تهاجم بصورة كافية. ليس في إمكاني البت فيما إذا كانت شدة النشاط العسكري قد انخفضت في أعقاب تقدُّم الاتصالات المتعلقة بالصفقة، لكن في إمكاني القول إن في الإمكان فعلاً رفع منسوب الأعمال القتالية. لو سمحت حركة "حماس" لنفسها بالعبث مع إسرائيل، حتى بعد ما فعلته بها في قطاع غزة، فهذا يعني أن الحركة لم تتلقّ ما يكفي من الضربات، ويجب أن تتلقى مزيداً منها.
- من المهم أولاً، أن نقول إن الجيش الإسرائيلي يواصل نشاطه، حتى في هذا الوقت، كما أنه لا تزال أمامه سلسلة من المهمات التي يجب تنفيذها في الأحياء الشرقية لغزة، كالزيتون والشجاعية وجباليا. فإذا توقف الجيش، فيمكن أن يواجه عقبات معينة، لاحقاً. إن مسألة إعادة تحريك القوات تنطوي على تحديات، سواء من ناحية ذهنية، أم عملياتية، لكن الجيش الإسرائيلي قادر على تحقيق هذه النقلة، وهو مستعد لهذا الأمر، يمكن أن يتوقف مدة أربعة، وخمسة، لا بل عشرة أيام. الرقم ليس مهماً. هذا الجيش قادر على معاودة التحرك بعد التوقُّف، في حال طُلب منه ذلك.
- من الصعب الجزم ما إذا كانت علائم الانهيار تظهر على "حماس"، لكن بحسب توصيفات القوى العاملة في الميدان، يُحتمل أن يحدث هذا الانهيار في القريب العاجل. ومهما يكن من أمر، فإن هذا ليس كافياً. توجد نقطة حرجة في القتال الدائر، يجب علينا أن نحققها، ونحن لم نصل إلى تحقيقها بعد. بناءً عليه، يجب مواصلة توجيه الضربات طوال الوقت. إن الخطأ، في نظري، يكمن في أن الجيش لم يشرع بعد في العمل في جنوب قطاع غزة، أي في رفح وخانيونس. من المهم أن نسأل: ما الذي ينتظرونه ليفعلوا ذلك؟ لقد أثبتت الحرب أن الضغط العسكري وحده هو ما يجعل الصفقات ممكنة التحقق، وكل يوم نترك فيه المخطوفين لمصائرهم هناك، يحمل في طياته خطراً على حياتهم.
- بالأمس، كنت مع مقاتلي لواء غولاني، ولم أسمع أحداً يقول "ليس في إمكاني المواصلة أكثر"، بل إن العكس هو الصحيح. إنهم يقولون: "دعونا نعمل ونواصل". كل مَن التقيته في الميدان، قال لي: عليك أن تنقل هذه الرسالة إلى صنّاع القرار في البلد. وما أسمعه من جميع المستويات الضابطية هناك هو أنه يجب، ويمكن فعل المزيد. كل ما يجب فعله هو إتاحة ذلك لهم.
- تواصل إسرائيل عملها على الحدود الشمالية، في ظل رفع سقف الهدنة المحتملة، ويُحتمل أن يستمر عملها في الشمال، حتى في وقت الهدنة. فإذا جرى، على سبيل المثال، تشخيص مجموعة من ناشطي حزب الله في طريقها إلى تنفيذ عملية ضد إسرائيل، فيجب ضربها. إن تبادُل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله على مدار الأيام الماضية، لا يزال تحت "الخطوط الحمراء" التي تفاهم الطرفان بشأنها. من المهم الآن القول إن ما سبق يمثل، من ناحية إسرائيل، رفعاً لمستوى التصعيد. يُحتمل أن هذا يحدث الآن أيضاً، بهدف قطع الرابط الممتد بين قطاع غزة ولبنان، وإيصال الرسالة التي مفادها: نحن مَن سيحدد ما يحدث في إطار العمل القتالي، ونحن نحدد زمانه.
- خلال الأيام الماضية، وقع هجوم في منطقة النبطية، لم يكن مغزاه مفهوماً في بداية الأمر. لقد تم استهداف بطارية متطورة مضادة للطائرات تابعة لحزب الله، وهو لا يملك كثيراً من هذا النوع من البطاريات، وبناءً عليه، قام حزب الله برفع منسوب إطلاق النار تجاه إسرائيل. وبحسب مصادر صحافية أجنبية، تم أمس تنفيذ غارة إسرائيلية على دمشق. في الإمكان الافتراض أن هذه الهجمة تتعلق باستكمال تكبيد حزب الله ما يلزم من خسائر، نتيجة ما جرى في النبطية في ذلك اليوم. الصراع الدائر الآن، هو صراع شامل يطال جميع القطاعات، ويهدف إلى ضرب قدرات حزب الله.