أكدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أمس (الثلاثاء) أن رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع توجّه إلى الدوحة لإجراء محادثات مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز وكبار المسؤولين القطريين، وسط جهود لإطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أُخرى في قطاع غزة.

وأوضحت هذه المصادر أن بيرنز سيعقد اجتماعات مع برنياع ورئيس الحكومة القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، قام برنياع بثلاث رحلات إلى قطر، التي تتوسط بين إسرائيل و"حماس". كما استضاف مسؤولين قطريين رفيعي المستوى في إسرائيل.

وجاءت الزيارة الأخيرة، بعد أن اتفقت إسرائيل و"حماس" على تمديد الهدنة الأولية، التي كانت مدتها 4 أيام، يومين إضافيين، من أجل السماح بإطلاق سراح ما لا يقل عن 20 مخطوفاً آخر. وكان قد خُطف ما مجموعه نحو 240 رهينة إلى غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما اجتاح فلسطينيون مستوطنات "غلاف غزة" [جنوب إسرائيل]، وقتلوا ما لا يقل عن 1200 شخص، بمن فيهم عدد كبير من المدنيين.

ووفقًا للمصادر الإسرائيلية نفسها، ستركز المحادثات في قطر على ضمان الإفراج عن مخطوفين إضافيين، وربما تمديد الهدنة الموقتة عدة أيام من أجل ضمان إطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين تحتجزهم الفصائل الفلسطينية في غزة. أما السبب الثاني لزيارة برنياع، فهو تمهيد الطريق لصفقات مستقبلية قد تشمل المخطوفين الذين لم يشملهم الاتفاق الحالي، ومنهم رجال، وربما جنود.

وأشار الناطق بلسان وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أمس، إلى أن المفاوضات بشأن إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس"، يمكن أن تبدأ بعد إطلاق سراح المخطوفين المدنيين.

وشدد الأنصاري على دور قطر، إلى جانب مصر، في التوسط من أجل تحرير المخطوفين، وقال إن الدوحة لا تستطيع تأكيد إطلاق سراح أي مخطوفين إسرائيليين إضافيين بما يتجاوز العشرين مخطوفاً، المقرر إطلاق سراحهم في مجموعتين، كل واحدة 10 أشخاص، أمس واليوم (الأربعاء)، بموجب شروط تمديد الهدنة يومين، التي اتفق عليها الطرفان.