يجب وقف القتال والتحضير لحكومة مختلفة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • الكابينيت الأمني الآخذ في التفكك، قرر تفضيل مواصلة القتال على حياة المخطوفين، بطلب من نتنياهو. لقد مرت هذه الخطوة، كالعادة، من خلال بن غفير وسموتريتش اللذين كانا على وشك خسارة جمهورهما لو أدّت الهدن إلى وقف إطلاق للنار، حسبما طالب بايدن. الضغط الذي مارسه هؤلاء الثلاثة هو عملية خطف سياسي عادية، في وقت أن الدولة هي الآن المخطوفة. ويتضح من تصريحات نتنياهو أنه لم يقرر فقط تفضيل مواصلة القتال على حياة المخطوفين، بل أيضاً كبح تحركات اليوم التالي للحرب.
  • في هذه المرحلة من سَير الحرب، وعندما ينفصل وزير الدفاع، علناً، عن رئيس الحكومة، وكذلك غانتس وأيزنكوت، فمعنى هذا تحييد نتنياهو عن عملية اتخاذ القرارات، بينما رئيس الأركان يعمل وفق توجيهات وزير الدفاع الذي ينسّق مع غانتس وأيزنكوت. من حق نتنياهو أن يقول رأيه، وربما أن يفرضه (مثلما يفعل فيما يتعلق باليوم التالي).
  • إن الإصرار على مواصلة القتال هو مغامرة ميؤوس منها، وإعلان موت كل مخطوف هو ردّ السنوار على خطوة نتنياهو. إذا صحّت الأخبار الاستخباراتية بشأن السنوار، فإن تقدُّم الجيش الإسرائيلي سيؤدي إلى مقتل مخطوفين...
  • فقط الضغط الأميركي، والتظاهرات الكبيرة ومحاصرة منزل نتنياهو وأعضاء الائتلاف، أمور كلها ستجبر هؤلاء على اتخاذ القرارات الصحيحة. وبهذه الطريقة فقط، تعود الهدن ويعود المخطوفون، وتزداد فرص وقف إطلاق النار. والمقصود الخضوع موقتاً لحيل السنوار من أجل إخراج ما يمكن من المخطوفين، ثم التعامل معه لاحقاً. إن القدرة النارية لدى الجيش الإسرائيلي قوية بما فيه الكفاية لمواجهة استمرار الهدن. الدولة لن تنهار، على الرغم من تهديدات نتنياهو. ربما ينهار الائتلاف، وهذا ليس سيئاً.
  • عندما سُئل نتنياهو عن إطلاق النار على يوفال كاستلمان [الإسرائيلي الذي قتل فلسطينيَين نفّذا هجوماً في مدخل القدس، ثم قُتل على يد مجنّد عن طريق الخطأ]، في إشارة إلى توزيع السلاح على أي شخص من طرف بن غفير وجماعته، أجاب نتنياهو، معتذراً "هذه هي الحياة". كم يوجد لدى هذا الرجل، الذي يجب أن تكون مهمته الأساسية المحافظة على الحياة، من الوقاحة وقساوة القلب والجبن، وبذلك يلخّص اختلاسه منصبه. وكم من كميات النفاق سُكبت في المؤتمر الصحافي الذي أنهاه بعبارة "معاً ننتصر". معاً؟ بن غفير وأتباعه من المشاغبين يقاطعون الجيش الإسرائيلي، غالانت يقاطع نتنياهو، وسموتريتش يصادر أموال إعادة إعمار "غلاف غزة"، من أجل إعطائها لغفني [من حزب يهدوت هتوراه] ودرعي [من حزب شاس]، وهل سننتصر مع هؤلاء؟
  • إن الذين لم يدركوا بعد سبب ضرورة وقف القتال والتحضير لحكومة أُخرى، عليهم أن يرووا لأنفسهم قصة يوفال كاستلمان الذي قُتل بنيران المدمنين على الأجواء الحالية. ليس مهماً مَن قتل كاستلمان، فهو نتاج حاضنة حاخامية سامة. لكن الحاخامين ليسوا هم مشكلة شعب إسرائيل، بل المشكلة هي في الذين لا يدركون سبب ارتباط مقتل كاستلمان بالحرب في غزة. وهذا تذكير مرعب، لماذا يفرض علينا الواقع الانفصال الداخلي. طبعاً، بعد توقُّف الحرب.
 

المزيد ضمن العدد