في غياب حل سياسي، يجب مواصلة الجهد العسكري لإبعاد حزب الله عن الحدود
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي
معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
- منذ تجدُّد القتال على الحدود اللبنانية، بعد انتهاء الهدنة في 1 كانون الأول/ديسمبر، تدور حرب مصغرة كثيفة ويومية، بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. في هذه الفترة، أعلن حزب الله مسؤوليته عن 150 هجوماً شنّه ضد أهداف إسرائيلية في المنطقة القريبة من الحدود، بينما رفع الجيش الإسرائيلي درجة عملياته التي تشمل، يومياً، عدداً أكبر من الهجمات ضد حزب الله، بعضها وصل إلى عُمق الأراضي في الجنوب اللبناني، بالإضافة إلى استهداف قوات الحزب على طول خط الحدود؛ وإلحاق أضرار كبيرة ببناه التحتية، وبعناصره (حتى 25 كانون الأول/ديسمبر، أعلن حزب الله مقتل 125 من ناشطيه).
- التصعيد في الميدان، والمترافق مع التهديدات من الجانب الإسرائيلي بشأن نيته توسيع القتال، أدّيا إلى زيادة محاولات وقف إطلاق النار، بوساطة سياسية، في الأساس من جانب الولايات المتحدة التي توظف جهداً في كبح الطرفين، ضمن سعيها للحؤول دون نشوب حرب واسعة النطاق تورّطها وتورّط فرنسا، الدولة الغربية الوحيدة التي تُجري اتصالات مباشرة بممثلي حزب الله. يشكل قرار مجلس الأمن 1701 الركيزة الأساسية للحوار السياسي مع الطرفين، بسبب تأييد الحكومة اللبنانية له، وحقيقة أن تطبيقه يشكل رداً على المطالب الإسرائيلية بانسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.
- لكن حتى الآن، لم يتحقق أيّ تقدّم في المسار الدبلوماسي ومن غير المتوقع حدوثه في المستقبل القريب. إن أدوات الضغط على حزب الله، الذي يعلن نيته الاستمرار في القتال ما دامت إسرائيل تواصل قتالها ضد "حماس" في غزة، محدودة جداً. ومن الصعب رؤية كيف يمكن التوصل إلى اتفاق يبعد حزب الله عن الجنوب، وهو المتجذر جيداً وسط السكان الشيعة في هذه المنطقة، أو إقناع الحزب بالموافقة على تحسين وسائل فرض تطبيق القرار 1701، من دون أثمان بعيدة الأمد يحصل عليها، لا يمكن أن توافق عليها إسرائيل (على سبيل المثال، الاقتراح الذي نسبته وسائل الإعلام إلى الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، والذي تضمّن تنازلاً إسرائيلياً عن مناطق مختلَف عليها على طول الحدود). في المقابل، يدّعي الجانب الإسرائيلي أن هجمات الجيش الإسرائيلي تؤتي ثمارها، وأن حزب الله بدأ بتقليص وجود قوات الرضوان على طول الحدود، على الرغم من أنه من الواضح أن نصر الله سيعرض إنجازات الحزب في خطابه المنتظر في 3 كانون الثاني/يناير (وهو الذي امتنع من الظهور العلني منذ أكثر من شهر).
- الخلاصة من هذا كله، هي أنه من أجل تغيير الواقع، بحيث يسمح بعودة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم في أقرب وقت ممكن، المطلوب من الجيش مواصلة مهاجمة قدرات الحزب وكل مَن يؤيده من سكان الجنوب اللبناني. إن العوامل الأساسية التي يمكن أن تؤثر في حزب الله هي شعوره الحقيقي بتهديد مكانته وقواته، وكذلك الضغوط الداخلية من مؤيديه في الجنوب، عندما يصبح الضرر اللاحق بهم غير محتمل.