الإعلام الإسرائيلي يتجاهل ملاحقة العرب في إسرائيل منذ "المجزرة"
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
والا
أُطلق في سنة 1995، وهو بالأساس شركة إنترنت إسرائيلية تملكها شركة بيزك للاتصالات الإسرائيلية، ويُعتبر من أشهر المواقع في إسرائيل، ويُصنَّف بين أول 9 مواقع. يوفر الموقع الأخبار على مدار الساعة، والتي يأخذها من صحيفة هآرتس، ومن وكالات الأنباء. وبدءاً من سنة 2006 أصبح لدى الموقع فريق إخباري وتحريري متخصص ينتج مواد وأخباراً، ولديه شبكة للتسوق عبر الإنترنت.
- منذ أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ازدادت حالات الاضطهاد السياسي ضد المواطنين العرب الإسرائيليين، في حين تمتنع وسائل الإعلام من التبليغ عن هذه الحالات. تشير البيانات التي جمعها ائتلاف منظمات المجتمع المدني للطوارئ في المجتمع العربي، إلى أنه تم التبليغ في الفترة الواقعة ما بين 7/10 و23/11 عن 2019 حالة اعتقال، و109 حالات فصل من العمل، و48 لائحة اتهام، و26 حادثة مهاجمة صحافيين، و105 حالات إيقاف عن التعليم في المؤسسات الأكاديمية.
- في ضوء هذه الحالة التي تؤثر في المجتمع الإسرائيلي، وفي الشراكة بين المواطنين العرب واليهود، هناك أهمية قصوى لوسائل الإعلام، نظراً إلى تأثيرها في الخطاب العام. يشير فحص أُجريَ في إطار مؤشر التمثيل الذي تعدّه جمعية سيكوي - أفق بالتعاون مع موقع "العين السابعة"، إلى أن وسائل الإعلام الرئيسية قامت بتغطية أخبار حوادث اضطهاد المواطنين العرب في الحد الأدنى، مقارنةً بعدد الأحداث نفسها. وعلاوةً على ذلك، فإن أحداث الاضطهاد كانت، في أغلبيتها العظمى، مبرَّرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
- ويتطرق الفحص إلى الفترة الواقعة ما بين 7/10 و23/11، وأُجريَ في أثنائها مسح لوسائل الإعلام التالية: كيشت 12، القناة 13، كان 11، والقناة 14. أمّا فيما يتعلق بالبث الإذاعي، فجرى فحص محطة الجيش الإسرائيلي "غالي تساهل" والإذاعة الرسمية "كان ب".
- أحد أبرز القضايا التي جرى اختبارها في المسح الإعلامي يتعلق بحدود العقوبات في المؤسسات الأكاديمية التي وصلت في هذه الفترة إلى 105 حوادث مختلفة، تتمثل في إيقاف طلاب، أو محاضرين، عن الدراسة والتدريس. ويشير الفحص إلى أن هذه الحوادث ذُكرت 9 مرات فقط في جميع وسائل الإعلام. والقناة الوحيدة التي بلّغت بشأن إيقاف طلاب عرب عن الدراسة هي القناة 14 [اليمينية]. جرى في الأستوديوهات تأييد إيقاف الطلاب العرب عن الدراسة، بل قيل في مناسبات أُخرى أنه يجب اتخاذ عقوبات أشد ضدهم. أما بقية القنوات، فاتخذت موقفاً لامبالياً إزاء هذا الشأن.
- وفي مجال الاعتداء على الصحافيين (26 حالة في الفترة المشار إليها)، فلم يُذكر عدد الحوادث سوى مرات محدودة (5 مرات). كما لم تجر تغطية أخبار مهاجمة الصحافيين مطلقاً في محطة كان (الرسمية) ومحطة إذاعة الجيش الإسرائيلي. أما القناة 12، فاستدعت نقيب الصحافيين للتحدث عن الإجراءات التي اتخذها بحق صحافيين عرب، وفي القناة 14، كال المذيعون المديح للمواطنين الإسرائيليين الذين هاجموا مراسلي الجزيرة. ولم تصدر أي استنكارات بشأن مهاجمة الصحافيين العرب إلا في القناة 13.
- يضاف إلى التغطية الإعلامية، الموقف السلبي حيال كل ما يتعلق بالدعوات الصادرة ضد المجتمع العربي. فمثلاً، الياهو يوسيان، الذي كثيراً ما يتحدث ضد الإسلام ويربط أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر بالدين الإسلامي، أصبح ضيفاً مرغوباً فيه في الأستوديوهات. وأطلق يوسيان عدة تصريحات وتوصيفات قاسية، لكن تصريحاته لم يستنكرها أي ضيف شاركه في الحوار في الأستوديوهات.
- أما القناة 13، فانتقدت، وحدها أيضاً، ظهور يوسيان في وسائل الإعلام، لكن الانتقادات وُجهت بصورة خاصة إلى عقيدته المتحفظة، كما هي الحال قبل الحرب، ولم يكن الانتقاد الموجه من القناة 13 له علاقة بصورة واضحة بالتحريض الذي انطوت عليه تصريحاته بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
- هناك مثال آخر يتعلق بأبناء المجتمع العربي الذين خطفتهم حركة "حماس". كانت أول إشارة إلى هذه القضية في اليوم التالي لـ"المجزرة"، في بيان رئيس بلدية رهط [العربية] المتعلق بهذا الموضوع، عبر راديو الجيش الإسرائيلي، ولاحقاً، في إذاعة "كان ب". والمرة الأولى التي تناولت فيها المحطات التلفزيونية الموضوع، كانت بعد أسبوع من بدء الحرب. كما أن رئيس بلدية رهط تعرّض لانتقادات شديدة بسبب محاولته إجراء مقابلة تلفزيونية تتعلق بهذه القضية، ولم يُتح له الأمر على مدار فترة طويلة.
- أما مسألة إدانة أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر، فلم تجرِ إلاّ في مرات قليلة. وكان العضو الوحيد في الكنيست الذي دان هذه القضية، وأجريت معه مقابلة بشأن الموضوع، هو منصور عباس. كما أن القناة 14 ذكرت إدانة عضو الكنيست أحمد الطيبي للأحداث، لكن الإدانة لم تكن كافية، بحسب المعلّقين في القناة.
- تقول خلود إدريس، المديرة الشريكة في قسم المجتمع المشترك في جمعية سيكوي - أفق، إن "الاضطهاد السياسي للمجتمع العربي في جميع نواحي الحياة: أماكن العمل، المؤسسات الأكاديمية، النشاط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تصاعد بصورة هائلة منذ أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وهو أمر يجب أن يرقى إلى جدول الأعمال العام".
- وتضيف إدريس: "لقد أخفقت وسائل الإعلام، جميعها، في هذه المرحلة الصعبة، في أداء دورها وتقديم تغطية متوازنة للمجتمع الإسرائيلي برمته. كما قسّمت المجتمع الإسرائيلي إلى "نحن" و "هم"، وهو ما أدى إلى تهميش العرب في الخطاب، بل إنه صدرت دعوات تدعم اضطهادهم. ورأينا في البحث أنه حتى في الحالات التي غطت فيها وسائل الإعلام الموضوع، تم التركيز على اعتقال العرب، من دون الإشارة إلى لوائح الاتهام المقدمة في إثرها، أو إلى القضايا الأُخرى التي لم تشمل اعتقالاً. إن هذه التغطية المتحيزة لا تضر فقط بالمواطنين العرب، بل تؤثر بصورة مباشرة في الرأي العام في المجتمع اليهودي تجاه العرب، وقد تؤدي إلى ارتفاع في التوتر، القائم أصلاً. يجب على وسائل الإعلام العودة إلى رشدها والاهتمام بتغطية ما يحدث في المجتمع العربي في البلد، انطلاقاً من دورها تجاه جميع المواطنين، عرباً ويهوداً، على حد سواء".