الهجوم في الضاحية إشارة إلى إيران وحزب الله تفيد باستعداد إسرائيل لحرب شاملة في لبنان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • اغتيال المسؤول الرفيع المستوى في "حماس" صالح العاروري، وخصوصاً المكان الذي جرى فيه، المربع الأمني "الشيعي" في الضاحية الجنوبية في بيروت، يضعان حزب الله أمام معضلة بشأن طبيعة تورُّطه في الحرب المستمرة ضد إسرائيل. لقد هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في آب/أغسطس الماضي، بالرد بعنف على أي هجوم إسرائيلي في الأراضي اللبنانية. اغتيال العاروري، الشخصية البارزة في "حماس"، على الأراضي اللبنانية، في قلب معقل حزب الله، من شأنه إجبار نصر الله على الرد بعنف.
  • لكن كلام نصر الله في الأمس، في خطاب مُعدّ سلفاً، لا يشير إلى أن زعيم حزب الله يتوجه إلى الحرب. لقد وصف في خطابه اغتيال العاروري 3 مرات على التوالي بـ"جريمة حرب"، لن يسكت عنها حزبه. ومع ذلك، يبدو من كلام نصر الله أن توجُّه حزب الله ليس نحو حرب شاملة، بمبادرة منه. وإذا قررت إسرائيل شنّ مثل هذه الحرب، فإن الحزب سيردّ بقوة هائلة، ومن دون قيود وكوابح، قال نصر الله.
  • ... بدأت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل في 8 تشرين الأول/أكتوبر، غداة هجوم "حماس" على مستوطنات "غلاف غزة". ونصر الله الذي لم يكن على عِلم مسبق بنية "حماس" في القطاع القيام بهذا الهجوم في هذا التوقيت، وجد نفسه في مأزق. وبعد التشاور مع رعاته الإيرانيين، قرر اختيار طريق وسط: شنّ هجمات يومية على قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان، من دون محاولة القيام بهجوم واسع النطاق بإطلاق آلاف الصواريخ والقيام باقتحامات للأراضي الإسرائيلية. إسرائيل ردت بصورة ملائمة، وركزت هجماتها على أهداف حزب الله، بالقرب من السياج الحدودي.
  • لاحقاً، قامت إسرائيل بخطوة أدت إلى تعقيد الوضع: لقد أجلت عشرات الآلاف من المدنيين عن المنطقة التي تبعد 3-5 كلم عن الحدود. وبذلك حصل حزب الله، من دون تخطيط، على إنجاز كبير: لقد تحول عدد كبير من سكان الشمال إلى نازحين في بلدهم، إلى جانب النازحين من "غلاف غزة". مطالبة هؤلاء الحكومة بضمان عودتهم في واقع أمني أفضل، تضع إسرائيل وحزب الله على مسار اشتباك حاد للغاية، من دون أن يكون لذلك علاقة باغتيال العاروري.
  • قرار اغتيال العاروري، ومعه 6 ناشطين آخرين في لبنان، في قلب الضاحية، هو إشارة إلى حزب الله وإيران، بأن إسرائيل المتهمة بالاغتيال، مستعدة بما فيه الكفاية لاحتمال نشوب حرب مع لبنان. بعد مرور 3 أشهر على الحرب، لم تنجح إسرائيل في اغتيال أحد من المسؤولين الرفيعي المستوى في "حماس" في القطاع. من هنا، يبدو أن اغتيال العاروري، الشخصية البارزة التي كان لها دور في التخطيط لمئات الهجمات في الضفة الغربية، هو حالياً بديل معقول.
  • رئيس الموساد دافيد بارنيع قال في الأمس، في تشييع رئيس الموساد السابق تسفي زامير: "يجب أن تعلم كل أم عربية شارك ابنها في ’مجزرة’ 7 أكتوبر أنه محكوم عليه بالموت". ويشير كلام بارنيع إلى أن النيات الإسرائيلية لا تستهدف فقط "مخربي" النخبة، بل أيضاً كبار مسؤولي "حماس" في الداخل والخارج.
  • إلى جانب حزب الله، هناك حساب ضد إسرائيل لـ"حماس" في بيروت، تريد تصفيته. وقد يأتي الرد بواسطة إطلاق كثيف للصواريخ من عناصر الحركة في لبنان، أو من خلال شن هجمات في الضفة الغربية. الأيام المقبلة في الضفة والقدس ستكون حساسة للغاية، فالعديد من عناصر الذراع العسكرية لـ"حماس" في الضفة الغربية، الذين حصلوا منها على مال وتوجيهات، سيرغبون الآن في الانتقام، إلى جانب مشاعرهم القوية إزاء أعمال القتل في غزة.
 

المزيد ضمن العدد