هل استخدم الجيش بروتوكول هنيبعل ضد الرهائن في كيبوتس بئيري؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • لا توجد مطالبة محقة أكثر من مطالبة عائلات القتلى في حادثة الرهائن في كيبوتس بئيري بالتحقيق في عمليات الجيش الإسرائيلي والحصول على أجوبة بشأن ظروف مقتل أحبائهم. وأكثر من ذلك، لا يمكن ترك هذه العائلات وحدها في مطالبتها. يتعين على الجيش أن يقدم لها وللجمهور تفسيراً لسلوكه في 7 تشرين الأول/أكتوبر أمام منزل بيسي كوهين، وفي الأساس، أن يقول لنا ما إذا طبّق بروتوكول "هنيبعل" على المدنيين الذين كانوا رهائن في المنزل. ويجب على الجيش أن يحقق ويقدم أجوبة الآن في ذروة الحرب، لأن هذا الجواب له صلة بـ136 مخطوفاً ما زالوا في أسر "حماس" في غزة منذ 93 يوماً.
  • الاشتباه في أن الجيش استخدم بروتوكول "هنيبعل" مع 14 مدنياً كانوا رهائن لدى "حماس" في منزل عائلة كوهين في بئيري، يستند إلى شهادتَي الناجيتين الوحيدتين من هذه الحادثة، ياسمين بورات وهداس ديغن. لقد روت بورات، التي كانت محتجزة كرهينة، وأطلقها أحد "المخربين" في ذروة الحادثة، في مقابلة تلفزيونية، أن قوات "يمام" [قوة مكافحة الإرهاب]، التي كانت موجودة خارج المنزل، حققت معها، وسمعت منها أنه يوجد في المنزل 40 "مخرباً" و14 رهينة مدنية. ديغن التي كانت موجودة في المنزل عندما أطلقت الدبابة قذيفتين على المنزل، هي الوحيدة التي بقيت في قيد الحياة، أكدت شهادة بورات.
  • إن مطالبة العائلات من الجيش الإسرائيلي "بإجراء تحقيق شامل وشفاف في القرارات والعمليات التي أدت إلى حدوث هذه المأساة"، ونشرها "لكل العائلات، وللجمهور أيضاً"، تستند إلى كلام قاله العميد باراك حيرام، الذي أشرف على القتال في المنطقة، في مقابلة أجرتها معه "النيويورك تايمز". قبل أسبوعين، نشرت الصحيفة تحقيقاً شاملاً يتعلق بهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر في كيبوتس بئيري. في أحد أقسام التحقيق، برز عنوان "معضلة قائد"، يقول فيه قائد الفرقة 99 العميد حيرام إنه أمر قائد الدبابة باقتحام منزل بيسي كوهين، ولو كان الثمن المسّ بالمواطنين.
  • إن مطالبة العائلات بالتحقيق في الحادثة الآن، وعدم انتظار انتهاء الحرب، أمر حاسم.  ففي رأيهم، من المهم التحقيق الآن "بينما ذاكرة كل الضالعين لا تزال حاضرة، وبسرعة، قبل هدم المنزل وبناء منزل جديد مكانه". المطالبة العامة بالتحقيق الآن، وعدم انتظار انتهاء الحرب مهمة، لأنها تدل على التوجه الأساسي لسلوك للجيش حيال المعضلة التي يواجهها الآن في الحرب في الظروف الحالية، بينما العدو يحتفظ بـ136 إسرائيلياً كرهائن.
  • من حق الجمهور أن يعرف: هل تصرّف العميد حيرام وفق القواعد التي وضعها الجيش، أو بعكسها؟ هل سيطرت روح بروتوكول "هنيبعل" على الجيش في حربه ضد "حماس"؟ الجواب عن هذين السؤالين أساسي في رؤية الحاضر. الجيش مُلزم بتقديم جواب الآن.
 

المزيد ضمن العدد