تقرير: خلال زيارته لإسرائيل: بلينكن يؤكد أن واشنطن تريد انتهاء الحرب في قطاع غزة، لكن ليس قبل أن تحقق إسرائيل هدفها في التأكد من عدم تكرار هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تريد أن تنتهي الحرب في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، لكن قبل ذلك، من المهم أن تحقق إسرائيل هدفها المشروع للغاية، المتمثل في التأكد من أن ما حدث يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لن يحدث مرة أُخرى قط، ولفت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أكد له أن إسرائيل لن تشجع الهجرة الطوعية لسكان غزة.

وجاءت أقوال بلينكن هذه في سياق مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارته لإسرائيل مساء أمس (الثلاثاء)، وبدا خلاله أنه يلقي كل اللوم في المعاناة تحت وطأة الحرب في قطاع غزة على حركة "حماس" بشكل مباشر.

وقال بلينكن: "من المهم جداً أن نتذكر أن كل شخص لديه خيارات لكي يقوم بها طوعاً، وهذا يشمل حركة ’حماس’، لقد كان في وسعها إنهاء الحرب يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر، بعدم الاختباء وراء السكان المدنيين، وإلقاء أسلحتها، والاستسلام، وإطلاق سراح الرهائن. ولم يكن من الممكن حدوث أي معاناة، لو لم تفعل ’حماس’ ما فعلته يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. ومرة أُخرى، يمكنها إنهاء المعاناة غداً إذا ما اتخذت مثل هذه الخطوات".

وردّ بلينكن على سؤال عن احتمال توسيع رقعة الحرب، فقال إن الحلفاء الإقليميين أخبروه أن التصعيد ليس في مصلحة أحد، وأضاف: "لا أحد يريد رؤية مزيد من الجبهات مفتوحة في هذا الصراع. وإن دول المنطقة تستخدم نفوذها للتأكد من عدم حدوث ذلك".

وأشار بلينكن إلى أن الولايات المتحدة تؤيد التوصل إلى اتفاق يعزّز أمن السكان في منطقة الحدود الشمالية [مع لبنان]، قبل عودة السكان الإسرائيليين، الذين تم إجلاؤهم عن تلك المنطقة، إلى منازلهم، وأعرب عن اعتقاده أن المسار الدبلوماسي هو أفضل وسيلة لتحقيق هذا الأمن، مؤكداً أن هذا ما تعتقده الحكومة الإسرائيلية أيضاً.

كما أشار إلى تأكيد نتنياهو له أن تشجيع الهجرة الطوعية خارج غزة ليس سياسة إسرائيل، وإلى أن الولايات المتحدة تعارض أي اقتراح يدعو إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج القطاع.

وقال بلينكن بعد سؤاله عن الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة: "إذا تعرضت قواتنا للتهديد أو الهجوم، فسنتخذ الخطوات المناسبة، وسنرد".

وكان بلينكن أكد في وقت سابق أمس أن عملية عودة سكان غزة إلى بيوتهم في شمال القطاع بحاجة إلى وقت وتنسيق أمني، وأشار إلى أن إسرائيل وافقت على مبدأ إرسال بعثة أممية لتقييم الوضع في شمال غزة.

وقال بلينكن في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام الاجتماع الذي عقده مع نتنياهو: "اتفقنا اليوم على خطة تتيح للأمم المتحدة إمكان إرسال بعثة تقييم ستحدّد ما يجب القيام به للسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى منازلهم بصورة آمنة تماماً في شمال غزة. كما أكدت إسرائيل أنها لا تسعى لتوطين سكان غزة خارج القطاع. وعلى إسرائيل السماح بعودة الفلسطينيين إلى بيوتهم بمجرد أن تسمح الظروف".

وأوضح بلينكن أن الحرب الإسرائيلية في غزة ستنتقل إلى مرحلة جديدة أقل شدّة. وطالب إسرائيل بالتحرك لوقف هجمات المستوطنين [في الضفة الغربية] التي تحول دون السلام، وأضاف أن على إسرائيل العمل على اتخاذ قرارات حاسمة بهذا الشأن، وكذلك بشأن فرص السلام.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة ستعمل على تدعيم السلطة الفلسطينية، لكنه في الوقت عينه، شدّد على ضرورة أن تقوم هذه السلطة الفلسطينية بإصلاح نفسها.

وأشار إلى أن الدول العربية التي زارها قبل زيارته لإسرائيل، شدّدت على حقوق الفلسطينيين، وأكدت ضرورة وقف العنف ضدهم. وأوضح أن العديد من دول الشرق الأوسط مستعدة للاستثمار في مستقبل غزة، لكنها ستفعل ذلك، فقط في ظل وجود مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية.

هذا، ومن المقرر أن تشمل جولة بلينكن الإقليمية اليوم (الأربعاء) زيارة للسلطة الفلسطينية في رام الله، ولمصر.

وهذه هي الزيارة الخامسة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ هجوم حركة "حماس" على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، والحرب الإسرائيلية في غزة التي أدت إلى مقتل نحو 23.000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً للسلطات الصحية الفلسطينية.

 

المزيد ضمن العدد