التصعيد أثبت الحاجة إلى نزع كامل للسلاح من أغلبية المناطق الواقعة جنوبي بيروت ومسافة الـ5 كلم غير كافية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • منذ اغتيال صالح العاروري في بيروت في الأسبوع الماضي، برز تصعيد للقتال على طرفَي الحدود. يحاول الحزب ضرب أهداف عسكرية استراتيجية في إسرائيل، والجيش الإسرائيلي يركز على معركة منسقة لضرب بنى تحتية مركزية يتمركز فيها الحزب. في اليومين الأخيرين، نسبت وسائل الإعلام اللبنانية إلى الجيش الإسرائيلي استهداف قادة رفيعي المستوى وناشطين في حزب الله. وفي الأساس، تستهدف إسرائيل الوجود الاستراتيجي لحزب الله، وليس إبعاد تهديدات الحزب القريبة من السياج الحدودي. بالإضافة إلى ذلك، نُسبت إلى الجيش هجمات مركزة على خلايا الصواريخ المضادة للدروع. وعلى الرغم من بروز التصعيد، لكنه ما زال مضبوطاً، ومسيطَراً عليه جيداً من الطرفين، اللذين من الواضح أنهما لا يسعيان، ولو عن طريق الخطأ، للتدهور نحو حرب شاملة ستُلحق الضرر بسكان بيروت وتل أبيب.
  • يوضح هذا الأمر أن على إسرائيل المطالبة، ليس فقط بإبعاد قوة الرضوان عن الحدود، بل إبعادها إلى ما هو أبعد. وفي الواقع، إبعاد فرقة النخبة في حزب الله إلى مسافة 5 كلم عن الحدود يمكن أن تكون كافية، وهذا ما يجري فعلاً حالياً، لكنها غير كافية بالنسبة إلى الصواريخ المضادة للدبابات، التي يُطلقها الحزب بدقة كبيرة، ومن مسافات أبعد بكثير. حالياً، يجري الحديث عن 8 كلم، ومستقبلاً، يمكن أن تكون المسافة أبعد بكثير. لذلك، فإن المطالب الإسرائيلية فيما يتعلق بـ"اليوم التالي للحرب" في الشمال، يجب أن تكون أكثر تشدداً مما كان يُعتقد في البداية.
  • وجود مئات المسيّرات في حوزة حزب الله، يشكل مشكلة إضافية. وحتى لو طبّق الحزب القرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006] حرفياً، فإن هذا لن يضمن أمن سكان الجليل الأعلى. المسيّرة التي انفجرت هذا الصباح (الثلاثاء) في داخل قيادة المنطقة الشمالية هي دليل على ذلك. صحيح أنها لم توقع إصابات، ولم تتسبب بأضرار تقريباً، لكن التهديد الذي تشكله المسيّرة التي حلّقت على علو منخفض، يجعل من الصعب اعتراضها، هو تهديد خطِر، ويفرض إبعاد الترسانة مسافة كيلومترات كثيرة شمالي نهر الليطاني. بهذه الطريقة، على الأقل، سيكون هناك تحذير قبل انفجار المسيّرات التي تستهدف إسرائيل.
  • الأسلحة الجديدة والدقيقة لدى حزب الله تفرض، ليس فقط إبعاد مسلحي حزب الله عن الحدود، بل نزعاً كاملاً للمسيّرات والصواريخ المضادة للدروع، البعيدة المدى، وصواريخ كروز، من معظم المنطقة الواقعة جنوبي بيروت. وزير الخارجية الأميركي سمع هذه المطالب، خلال زيارته لإسرائيل، من وزير الدفاع يوآف غالانت، ومن رئيس الأركان اللواء هرتسي هليفي، ومن قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، الذين من الواضح لهم أن إبعاد قوات الرضوان عن الحدود لن يحل المشكلة.
  • والسؤال المطروح: هل حسن نصر الله والإيرانيون مستعدون لقبول قرار نزع السلاح بضغط من المواطنين اللبنانيين الذين لا يؤيدون حزب الله؟ حتى الآن، يبدو أن الحزب مستعد، حتى إنه يريد التحاور مع الوسطاء الأميركيين والفرنسيين. هناك أمران يمكن أن يؤثرا، أكثر من أي شيء آخر، في استعداد الحزب للتوصل إلى حل جديد: الأول، الطريقة التي ستنتهي بها المواجهات في غزة؛ والثاني، له علاقة بمدى تصميم إسرائيل على المناورة في الجنوب اللبناني، إذا أصرّ حزب الله على الحفاظ على وجود عسكري يسمح له بمهاجمة مستوطنات وأهداف في الشمال بصورة فجائية، من دون سابق إنذار.