قال السفير السعودي لدى بريطانيا الأمير خالد بن بندر إن المملكة العربية السعودية ما زالت مهتمة بتحقيق اتفاق التطبيع مع إسرائيل، بعد أن تنتهي هذه الأخيرة من الحرب التي تشنها ضد حركة "حماس" في قطاع غزة.
وجاءت أقوال بن بندر هذه في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة BBC البريطانية الليلة قبل الماضية، وأكد فيها أيضاً أن الرياض لا تزال منفتحة على إقامة علاقات مع إسرائيل، بشرط أن تكون جزءاً من حل الدولتين.
وبشأن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، قال بن بندر: "بالتأكيد هناك اهتمام بهذا الأمر منذ سنة 1982 وما قبلها. نحن نسعى لذلك منذ فترة طويلة، وعلى استعداد لقبول إسرائيل منذ فترة طويلة، إنها حقيقة قائمة، وعلينا التعايش معها. لكننا لا نستطيع التطبيع مع إسرائيل من دون قيام دولة فلسطينية".
وأضاف بن بندر إنه قبل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت المناقشات من أجل هذا الغرض جارية منذ فترة. وقال: "لا يمكنني الخوض في تفاصيل ما تمت مناقشته، لكن الأمر كان قريباً، ولم يكن هناك شك. بالنسبة إلى الرياض، فإن نقطة النهاية، بالتأكيد، تتضمن ما لا يقل عن قيام دولة فلسطين المستقلة. ولا نزال، حتى بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، نؤمن بالتطبيع، إلاّ إنه لا يأتي على حساب الشعب الفلسطيني".
وتجنّب بن بندر الرد على سؤال عمّا إذا كان ممكناً أن تكون حركة "حماس" جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقبلية، قائلاً: "إن هناك دائماً مجالاً للتغيير، إذا كان لديك التفاؤل والأمل، لكن عندما يكون هناك صراع، فإن أول شيء عليك أن تدركه هو أن كلا الجانبين خسرا. وعندما يخسر الطرفان، يكونان على استعداد لتقديم تنازلات. ولا يوجد حل من دون تنازلات".
وانتقد المنظور المتطرف الذي قال إنه ميز الصراع لفترة طويلة، وأضاف أنه يجب على السلطة الفلسطينية أن تلعب دوراً في غزة ما بعد الحرب، وهو أمر رفضته الحكومة الإسرائيلية، ولكن من شبه المؤكد أن ذلك سيتطلب تدخلاً دولياً لتحقيق الاستقرار في القطاع، ومن دون شك، لا يمكن القيام بذلك من دون قبول الإسرائيليين ذلك.
وجاءت أقوال بن بندر بعد يوم واحد فقط من لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة العلا السعودية، حيث أشار كلاهما إلى أن محادثات التطبيع لا تزال ممكنة.
وقال بلينكن للصحافيين، قبل مغادرته المملكة يوم الاثنين الماضي: "هناك اهتمام واضح في المنطقة بتحقيق ذلك [التطبيع]، لكن هذا سيتطلب إنهاء الصراع في غزة، وسيتطلب بوضوح أيضاً أن يكون هناك مسار عملي لقيام دولة فلسطينية".
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن ولي العهد السعودي شدّد، من ناحيته، على أهمية وقف الأعمال العدائية في غزة وتشكيل مسار من أجل السلام. وأضافت أن ولي العهد أكد ضرورة استعادة الاستقرار وضمان حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.