حتى الآن، وخلال ثلاثة أشهر من الحرب، يدور قتال بين الجيش الإسرائيلي وبين حزب الله، قُتل خلاله 15 جندياً ومدنياً إسرائيلياً وأكثر من 150 ناشطاً من حزب الله. لقد تحول إطلاق القذائف والصواريخ المضادة للدروع على المستوطنات الشمالية التي أُخليت، في معظمها، إلى أمر يومي، ويحاول الجيش الإسرائيلي تكبيد حزب الله ثمناً باهظاً من دون الدخول في حرب شاملة.
الاغتيالات والقوة التي انسحبت
يخوض الجيش الإسرائيلي معركة دفاعية، هدفها حماية الحدود الشمالية وتدفيع حزب الله ثمناً، من دون الدخول في حرب شاملة خلال القتال الدائر في جنوب البلد. وضمن هذا الإطار، هاجم الجيش مئات الأهداف "الإرهابية" على الجبهة الشمالية، وأعلن حزب الله سقوط 159 مقاتلاً في الجنوب اللبناني وسورية.
يشير طال باري مدير الأبحاث في مركز علما لدارسة التحديات الأمنية على إسرائيل في الشمال، إلى أن أغلبية "قتلى" حزب الله تنتمي إلى وحدات الحزب التي تعمل في الجنوب اللبناني، ومن سكان الجنوب.
ووفقاً للفحص الذي أجراه المركز، فمن مجموع 159 قتيلاً لحزب الله منذ بداية الحرب، إن 94 منهم من قرى متاخمة لإسرائيل، أو تقع جنوبي نهر الليطاني. 41 منهم من منطقة البقاع، و7 من بيروت، و17 من قرى تقع شمالي الليطاني.
بالإضافة إلى أعداد "القتلى"، وقعت عدة اغتيالات على الحدود الشمالية، نُسبت إلى إسرائيل، أهمها اغتيال قائد قوة الرضوان وسام الطويل، المسؤول عن عمليات كثيرة على الحدود. اغتيال آخر مهم، كان اغتيال المسؤول الرفيع المستوى في "حماس" صالح العاروري، نائب إسماعيل هنية ومهندس العمليات "الإرهابية" في الضفة الغربية، وذلك في هجوم وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت.
في يوم الثلاثاء، اغتال الجيش الإسرائيلي علي حسن برجي، قائد منطقة الجنوب في الوحدة الجوية لحزب الله، والمسؤول عن عشرات العمليات، بواسطة المسيّرات المحملة بالمتفجرات وجمع المعلومات ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي. لقد اغتيل بواسطة مسيّرة لسلاح الجو...
ثمة إنجاز استراتيجي آخر حققه الجيش الإسرائيلي هو انسحاب نصف قوة الرضوان، قوة النخبة في الحزب التي هدفها التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية واحتلال أراضٍ في الجليل. ومع ذلك، وبحسب تقديرات المؤسسة الأمنية، يوجد أكثر من 1000 مقاتل من فرقة الرضوان في منطقة الحدود، وهم يشكلون خطراً على مستوطنات الشمال.
670 عملية شنها حزب الله ضد إسرائيل
منذ بدء الحرب، أعلن حزب الله مسؤوليته عن 670 عملية ضد إسرائيل، شملت إطلاق مسيّرات وصواريخ مضادة للدروع وقذائف. أدت هذه الهجمات إلى مقتل 11 جندياً و4 مدنيين إسرائيليين.
في الأيام الأخيرة، نفّذ حزب الله هجومين بارزين. الأول، إطلاق صواريخ مضادة للدروع بعيدة المدى على قاعدة حساسة في جبل ميرون، بهدف ضرب سلاح الجو وقدرته على "الرؤية"، لكن المحاولة لم تنجح. الهجوم الثاني، إطلاق حزب الله مسيّرات على مركز قيادة المنطقة الشمالية في صفد، والذي تسبب بأضرار طفيفة.
على الرغم من مئات الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي، فإن جزءاً مهماً من فرقة النخبة (الرضوان) لا يزال في المنطقة الحدودية، ويشكل تهديداً جوهرياً لمنطقة الشمال. ويخضع عناصر هذه الفرقة لتدريب صارم في إيران، وهدفها التسلل إلى إسرائيل واحتلال مستوطنات في الجليل مثلما جرى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر في مستوطنات الجنوب.
منذ بداية الحرب، أُطلقت صافرات الإنذار 900 مرة في مستوطنات الشمال، التي لحق بها دمار كبير. وكان سبق أن تم إجلاء 61 ألف مستوطن من 42 مستوطنة مختلفة.
الجيش الإسرائيلي، وكذلك حزب الله، لم يستنفدا كل قدراتهما العسكرية حتى الآن. في بداية القتال، كان التقدير أن لدى حزب الله 145 ألف قذيفة مدفعية (تصل إلى 20 كلم) و65 ألف صاروخ (تصل إلى 45 كلم)، فضلاً عن 5000 صاروخ بعيد المدى، يصل مداه إلى 200 كلم، ومئات الصواريخ المتقدمة.