قبل انفجار الوضع في الضفة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يفضل المخاطرة بإسرائيل أكثر من المخاطرة بحكومته التي تعتمد على اليمين المتطرف التواق إلى الضم، والتفوق اليهودي والحرب. هذه هي الخلاصة الحتمية للتجاهل الإجرامي للتحذيرات المتكررة للجيش الإسرائيلي والشاباك.
  • رسالة المؤسسة الأمنية لا تحتمل الجدل: إسرائيل مضطرة إلى التخفيف من خطورة الوضع الاقتصادي المتفاقم في الضفة. الأميركيون أيضاً يبعثون إلى إسرائيل برسالة مشابهة. ومن أجل تخفيف الأزمة الاقتصادية في الضفة، يتعين على إسرائيل السماح بدخول محدود ومراقَب جيداً للعمال [الفلسطينيين]، حتى في ذروة الحرب، تماماً كما تسمح حالياً بدخول محدود ومراقَب للعمال الفلسطينيين إلى المستوطنات. كما يجب على الحكومة تحويل أموال الضرائب العائدة إلى السلطة الفلسطينية، من دون اقتطاع الجزء الذي يحوَّل إلى غزة.
  • هجوم الدهس والطعن الذي وقع في رعنانا أول أمس، والذي أدى إلى مقتل امرأة وجرح 17 مواطناً، هو مؤشر خطِر إلى موجة "إرهاب". ولا يجب أن نحكم، انطلاقاً منه، بمنع دخول العمال لأن منفّذَي الهجوم هما من المقيمين غير الشرعيين، وكانا ممنوعَين من الدخول إلى إسرائيل لأسباب أمنية.
  • اندلاع أحداث أمنية في الضفة وفتح جبهة إضافية في الحرب، هما خطر يجب الحؤول دونه. ومع الأسف الشديد، الحكومة تؤجج هذا الخطر من خلال الخنق الاقتصادي والتصريحات التحريضية ضد السلطة الفلسطينية ومقارنتها، العديمة المسؤولية، بـ"حماس"، وإعطاء الضوء الأخضر للمستوطنين للتسلح وإخراج مزيد من الفلسطينيين من أراضيهم في الضفة.
  • يجري هذا كله في الوقت الذي يتواصل التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل، واعتقال ناشطين من "حماس" والجهاد الإسلامي. يدرك نتنياهو وحكومته جيداً معنى وقف التنسيق الأمني مع السلطة، ومع ذلك، يفضلان هذه المخاطرة المتهورة، بينما تقاتل قوات الجيش الإسرائيلي في غزة، وتدافع عن الحدود الشمالية. يجب ألّا نسمح للمتطرفين بفرض سياستهم وتدهور إسرائيل نحو انتفاضة ثالثة. ويجب على الحكومة تحرير الضفة من الخناق الاقتصادي المفروض عليها، وكبح المستوطنين، والحفاظ على التعاون مع السلطة.
  • المقصود خطوات ضرورية، لكنها لا تكفي وحدها. لقد قال وزير الدفاع هذا الأسبوع إن "نهاية المعركة العسكرية يجب أن تقترن بعمل سياسي. والتفكير السياسي هو الذي يجب أن يقود التفكير العسكري، وغياب القرار السياسي يمكن أن يضرّ بتقدّم العملية العسكرية". وينطبق هذا الكلام على الضفة الغربية أيضاً. يجب على إسرائيل أن تقرر ما الذي تنوي فعله بشأن المناطق المحتلة. في المدى البعيد، لا يكفي تحسُّن الاقتصاد والإفراج عن أموال السلطة لمنع وقوع هجمات. يجب على إسرائيل الاعتراف بالواقع: وحده الحل السياسي يمكنه حل مشكلة قومية. لكن من أجل ذلك، يجب على إسرائيل التخلص من نتنياهو الذي فشل فشلاً ذريعاً في هذه الساحة أيضاً.