قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس (الثلاثاء) إن أنفاق حركة "حماس" في قطاع غزة أذهلت إسرائيل والولايات المتحدة. وأشارت إلى أن هناك نفقاً يمتد بطول 3 ملاعب كرة قدم، وثمة نفق آخر يكفي لقيادة مسؤول في "حماس" سيارته في داخله.
وأكد مسؤولون إسرائيليون وأميركيون رفضوا الكشف عن هويتهم للصحيفة، أن نطاق وعُمق ونوعية الأنفاق التي أنشأتها "حماس" أذهلتهم، وأن بعض الآلات التي استخدمتها "حماس" لبناء الأنفاق، والتي شوهدت في مقاطع الفيديو التي جرى التقاطها، فاجأت أيضاً الجيش الإسرائيلي.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه التفاصيل والمعلومات الجديدة عن الأنفاق التي أعلن الجيش الإسرائيلي بعضها، ووُثّقت بالفيديو والصور الفوتوغرافية، تؤكد سبب اعتبار الأنفاق تهديداً كبيراً للجيش الإسرائيلي في غزة، حتى قبل بدء الحرب. كما لفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد الآن أن هناك أنفاقاً أعمق بكثير تحت غزة، بينما يقدّر مسؤولون إسرائيليون أن تعطيلها يتطلب عدة أعوام.
وبحسب هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين، تتراوح شبكة الأنفاق حالياً ما بين 350 و450 ميلاً (560 إلى 720 كيلومتراً)، وهي أرقام غير عادية لمنطقة تبلغ أطول نقطة فيها 25 ميلاً فقط، كذلك قدّر مسؤولان منهم وجود ما يقرب من 5700 فتحة منفصلة تؤدي إلى الأنفاق.
وقال ضابط في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) لـ"نيويورك تايمز" إن "حماس" استخدمت الوقت والموارد على مدى الأعوام الـ15 الماضية لتحويل قطاع غزة إلى قلعة. وأضاف أنه بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، تُعتبر الأنفاق بمثابة كابوس تحت الأرض وأساس قدرة "حماس" على البقاء، وكل هدف استراتيجي لإسرائيل في غزة يرتبط الآن بالقضاء على هذه الأنفاق.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن القتال في غزة حول الأنفاق كان مرهقاً حتى مع وجود معلومات استخباراتية بشأنها. وأضاف أن تدمير الأنفاق ليس بالمهمة السهلة، مشدداً على ضرورة التحقق من عدم وجود مخطوفين، وضرورة ليس فقط إتلافها، بل أيضاً جعْلها غير قابلة للإصلاح.
وأكدت الصحيفة الأميركية أخيراً أن كل محاولات إسرائيل الأخيرة الرامية إلى هدم الأنفاق، عبر إغراقها بمياه البحر، مُنيت بفشل ذريع.