إنهم يقومون بتقوية السنوار
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • ما من شيء مؤلم كقضية الرهائن. لا حاجة إلى الموافقة على كل كلمة تخرج من فم عائلات الرهائن لفهم الألم المرعب والكبير. معاناتهم مضاعفة. معاناة الرهائن الذين تركتهم الدولة بسبب إخفاقها التاريخي، ومعاناة عائلاتهم. ولا يوجد ما يضاهي فرحة التحرير، بعد العملية المذهلة التي حُرِّر فيها فرناندو مرمان ولويس هار. فرحة منقوصة، وفيها حزن على الجنديَين من وحدة "ماغلان"، عدي إلدور وألون كلاينمن، اللذين قُتلا قبل ذلك في عملية عسكرية، وهو ما يذكّرنا بالثمن الذي لا ينتهي لهذه الحرب التي لا تنتهي. وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك تخوفاً من أننا نسير في المسار الخاطئ، لأن المعركة القومية من أجل تحرير الرهائن تتحول إلى معركة سياسية تؤدي إلى انقسامات.
  • النيران موجهة إلى بنيامين نتنياهو وحده. وهذا هو الخطأ الأكبر. هناك أكثر من ألف انتقاد صحيح لإدارته قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وبعد أن تلقّت إسرائيل الضربة في أعقاب هذا الإخفاق. إلا إن الانتقادات لا يجب أن تعمينا. هل هو فعلاً مَن يُفشل صفقة التبادل؟ هل يعارض تحريرهم؟ فالحديث لا يدور فقط حول مصلحة قومية عليا، بل حول مصلحته السياسية. فإسرائيل قالت نعم لاقتراح باريس، والسنوار أعلن الرفض. لا يوجد قائد سياسي واحد، بدءاً من يائير لبيد ونفتالي بينت، وصولاً إلى بني غانتس وغادي أيزنكوت - لديه جاهزية لصفقة تكون صفقة خنوع، على أساس مطالب "حماس". ولكن، نتنياهو.
  • نحن نعلم بأنه ليس فقط وسائل الإعلام العربية تتابع المعركة من أجل تحرير الرهائن عن قُرب، بل "حماس" أيضاً تتابع. الآن، يجب أن نسأل أنفسنا السؤال الصعب: عندما يقول يحيى السنوار "لا"، بعد أن قال نتنياهو "نعم" - والتظاهرات هي ضد نتنياهو. هل سيدفع هذا بالسنوار إلى إبداء مواقف أكثر ليونةً، أو يقول لنفسه أنه يجب عليّ الصمود أكثر. الإجابة واضحة. إذاً، لماذا نفعل هذا بأنفسنا؟
  • هناك ادعاءات صحيحة بشأن فرقة الأبواق التي تقود معركة ضد عائلات الرهائن. إلا إن هذه الفرقة لا تعمل وحدها. والحملة من أجل الرهائن تتحول أيضاً إلى معركة سياسية. وكلما تركزت أكثر على نتنياهو، وعندما تتداخل الحملة من أجل المخطوفين مع حركة الاحتجاجات القديمة لإسقاط الحكومة - فإنها تصبح أقل فعاليةً وأكثر إثارةً للانقسامات. على نتنياهو مغادرة الحياة السياسية، هناك عدد لا يُحصى من الأسباب. لكن في إطار المسار الحالي، حتى قضية الرهائن تحولت إلى خلاف سياسي، وبدلاً من التشديد على حقيقة أن كل السياسيين القياديين في إسرائيل يعارضون الخنوع لـ"حماس"، نخوض حرباً تحمّل نتنياهو المسؤولية.
  • السنوار يريد خضوع إسرائيل. الرهائن هم حزام الأمان الخاص به. التوجه العام هو تقديم "القليل من التنازلات"، وسنحصل على صفقة. كما يبدو، هذا وهم إضافي يذكّرنا بمبادرات السلام الدولية والإسرائيلية. أتريدون دولة؟ خذوا دولة. تريدون حدود الـ 67 - خذوا حدود الـ67، والإجابة لا. المرة تلو الأُخرى، كان يبدو أن هناك اقتراحات لا يستطيع الفلسطينيون رفضها، وقدمنا مزيداً من التنازلات. لكنهم رفضوا. لم يوفروا فرصة لرفض الفرصة، لقد عملوا ضد مصالحهم. إنهم يريدون دولة، هذا ما أردنا تصديقه. والمرة تلو الأُخرى، تبيّن أننا أخطأنا، فهم لا يريدون دولة، بل أرادوا خضوعاً، وكان اسمه "حق العودة".
  • الآن، حان دور السنوار. لا يريد صفقة، يريد إخضاعنا. لكننا مرة أُخرى نفشل في فهم النظرية. السنوار يعلم بأن الضغط الأميركي مستمر. ويعلم أيضاً بأن على إسرائيل احتلال رفح، وهذا سيكون مصيدة استراتيجية بسبب الأزمة الإنسانية التي لا يمكن منعها. ويريد أن ندخل في هذه المصيدة. صحيح أن الضغط العسكري يُلحق الضرر بـ"حماس"، ويفكك مزيداً من قدراتها العسكرية. لكن في نظر السنوار، وبحسب منطقه، كلما سقط قتلى فلسطينيون أكثر، وكلما انتشرت صور الدمار في العالم - كلما كان وضعه أفضل.
  • إنه يفكر استراتيجياً. ويعلم بأنه يُلحق ضرراً فادحاً بمكانة إسرائيل في العالم. إنه يعلم بأنه يزيد في حدة معاداة السامية، ويأمل بإلحاق الضرر باتفاقات أبراهام. هو يريد أن يحوّل إسرائيل إلى جنوب أفريقيا، ولا مشكلة لديه في خسارة المعركة تلو الأُخرى، لأنه يعتقد أنه ينتصر فيها. وها نحن أمام عملية تحرير رهينتَين إسرائيليتَين، والعناوين في العالم لا تتطرق إلى النجاح الإسرائيلي، إنما بشكل أكبر إلى الادعاء الفلسطيني بشأن سقوط 60 قتيلاً.
  • إسرائيل كانت تستطيع، وكان عليها أن تعلن إجراء مزيد من الهدن، وترك السنوار يرفض. إلا إن إسرائيل، وليس بنيامين نتنياهو فقط، إنما الإجماع، اختار "استراتيجيا المطرقة" الناجعة عسكرياً، لكنها تضر بإسرائيل دولياً. الطاقم المسؤول عن الرهائن دخل أيضاً إلى المصيدة نفسها. في الأسابيع الأولى، فعّلت عائلات الرهائن ضغطاً عبر المجتمع الدولي، هذا كان الاتجاه الصحيح. وأدى إلى نتائج، إلا إن الاتجاه تحوّل. لقد قلبوا الصورة، وبدلاً من اتهام السنوار - اتهموا نتنياهو. بما معناه - اتهمنا أنفسنا. معركة كهذه تقوّي السنوار. هذه ليست الطريق الصحيحة، وليس بهذه الطريقة نقترب من صفقة رهائن، بل نُبعدها.