معضلة المخطوفين موجودة ولا يمكن الاستمرار في تجاهُلها
تاريخ المقال
المصدر
- كلّ مَن تسأله في إسرائيل عن أهداف الحرب؟ يجيبك بأنها تحرير المخطوفين، وأيضاً القضاء على "حماس". لكن مع الأسف، الواقع أكثر تعقيداً، وفي نهاية الأمر، يجب أن نقرر أي هدف يتقدم على الآخر. هل يجب على دولة إسرائيل السماح لنفسها بإنهاء الحرب، بحسب شروط "حماس"، من أجل تحرير المخطوفين، أو هل تصرّ على التمسك بهدف تدمير "حماس" والمخاطرة بخسارة المخطوفين؟
- من أجل الإجابة عن هذا السؤال، يجب أن نفهم مغزى الخضوع لمطالب "حماس"، أي وقف الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وإعادة إعمار غزة، مع المحافظة على سيطرة "حماس" هناك، وما ينطوي عليه ذلك من تعزيز للأيديولوجيا التي تنشرها. هذا من دون الحديث عن إطلاق سراح آلاف "القتلة" المهمين، الذين سيعودون إلى صفوف المهاجمين ويطاردوننا في المستقبل.
- يجب أن تكون صفقة شاليط النموذج الذي يمكن أن نفهم، في ضوئه، مغزى قبول الخضوع. يومها، قالوا لنا "سنعالج" المحررين "القتلة". وقالوا أنه حتى لو لم يكن هؤلاء موجودين لأتى مثلهم. ويومها أيضاً، كان هناك تعاطُف كامل مع عائلة شاليط. وعلى خلفية الضغط الشعبي والقرارات الخاطئة، جرى تنفيذ صفقة شاليط التي تسببت بمقتل الشبان الثلاثة [مقتل 3 مستوطنين في حزيران/يونيو 2016]، وعملية الجرف الصامد [تموز/يوليو 2016]، وهجوم 7 أكتوبر، وما بينهما. بحساب بسيط، لكنه مخيف، قمنا بتحرير شخص واحد، لكن قُتل كثيرون. من جهة ثانية، هناك خطر حقيقي من أن جزءاً من المخطوفين لن يعود، وستتحمل إسرائيل ذنب تخلّيها عنهم إلى الأبد، بالإضافة إلى الألم جرّاء خسارتهم.
- إذا وافقنا على الخضوع لـ"حماس"، فإننا سنتسبب بتعزيز أيديولوجيتها التي تدعو إلى القضاء على دولة إسرائيل، وعلى الشعب اليهودي الذي يعيش في صهيون. ويمكن أن نقدّر، بحذر، أننا قد نواجه هجمات في إسرائيل، وفي الضفة الغربية، فضلاً عن تعزيز قوة حزب الله وسائر البيئة المعادية لنا.
- إن الدولة التي تريد الحياة واستمرار العيش بسلام نسبي في المنطقة، ليس لديها خيار سوى التركيز على تدمير "حماس" أولاً. وفي الطريق إلى تفكيك "حماس"، سنتمكن من إعادة المخطوفين إلى وطنهم سالمين ومعافين.
- أمّا فيما يتعلق بالكلام غير الموفّق الصادر عن الوزير سموتريتش، وعلى الرغم من أنني لا أشارك الوزير أيديولوجيته وسلوكه، فإنه يجب القول أنه على الرغم من أن هذا الكلام ليس أمراً مستقيماً سياسياً [politically correct]، لكنه صحيح. لا ينبغي قول كل ما نفكر فيه، وإذا فعلنا، فيجب أن ندعمه بحجج صحيحة تعتمد على أسس سليمة.