الفخ الذي علق فيه غانتس وأيزنكوت
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • حزب المعسكر الرسمي عالق في حكومة الطوارىء، ويجد صعوبة في العثور على باب للخروج منها، في الوقت الذي يعمل الجيش الإسرائيلي في غزة، حيث يوجد 134 مخطوفاً، وفي الشمال، يحوم خطر اشتعال حرب واسعة النطاق. لقد كانت المهمة الأساسية لهذا الحزب المشاركة في اتخاذ القرارات الأمنية الحاسمة، التي تُعتبر حكومة نتنياهو غير مؤهلة لاتخاذها وحدها. ولا تزال هذه المهمة حيوية في حكومة يترأسها المسؤول الأول عن النظرية التي انهارت، وتسبب لنا بأكبر كارثة في تاريخ هذا البلد، لكن كلما مرّ الزمن، كلما وجد بني غانتس نفسه، أكثر فأكثر، كشخص يعمل على تبييض سياسات فاسدة ومدمرة.
  • لقد جرى هذا في الميزانيات والأموال الائتلافية التي تشجع على استمرار النزعة الانفصالية للحريديم وغياب التعليم الأساسي، كما نرى هذا في القرار السياسي القبيح لوزير التعليم يوآف كيش الذي منع  تقديم جائزة إسرائيل إلى المبتكر في مجال الهاي تك إيل فيلدمان الذي فقد ابنته في "مذبحة" 7 أكتوبر [بحجة أنه من قادة الاحتجاج ضد الانقلاب القضائي]، كما يبرز في محاولات نتنياهو وحاشيته إلقاء تهمة التقصير على قيادة الجيش والشاباك وتبرئة نفسه منها، كما نراه في امتناع وزير العدل ياريف ليفين من تعيين القاضي يتسحاق عميت رئيساً للمحكمة العليا.
  • كل هذه الأحداث قد تبدو صغيرة بحد ذاتها، مقارنةً بالقضية الكبرى التي تتعلق بأمن الدولة وسكانها، والتي يستغلها الليكود وشركاؤه حتى النهاية من أجل الحصول على مكتسبات مالية وشخصية وسياسية.
  • في أثناء المفاوضات بشأن إطلاق المخطوفين، وجد غانتس وأيزنكوت أنهما في مهمة إضافية، شريكان صادقان، يسمحان لنتنياهو بأن يبدو صارماً. عندما أنّب نتنياهو رئيس الموساد ديفيد برنياع وطاقمه، وقال لهما "إن المفاوضات لا تجري بهذه الطريقة، يجب أن تكونوا صارمين"، كان هدفه الظهور بمظهر المتشدد والعدواني في مواجهة "حماس"، بعكس المجموعة الضعيفة من المعسكر الرسمي الذي وقف إلى جانبه في اللحظة الحاسمة لإنقاذ البلد.
  • هذا النهج العدائي، ظاهرياً، وتكرار استخدام تعبير "النصر المطلق"، هما محاولة من نتنياهو لترميم صورته التي انهارت في 7 أكتوبر. أيضاً ردة فعله الأولية بشأن عدم معرفته بأن مقاتلي النخبة في "حماس" استخدموا شرائح هواتف إسرائيلية صباح 7 أكتوبر، نشرتها فقط القناة 14، كجزء من محاولته ترميم صورته وتشويه سمعة المستوى العسكري. لكنه سرعان ما تراجع واعترف بأنه علم بالأمر، بعد أن أدرك أن هذه الكذبة كبيرة.
  • استمرار وجود المعسكر الرسمي في الحكومة هو أمر غير طبيعي. فمن جهة، هو شريك في القرارات المصيرية التي تتعلق بالحرب وإطلاق المخطوفين، ومن ناحية ثانية، هو وجود سلبي وغير مؤثر في أي مجال آخر، بل يقوم بتبييض الأفعال السيئة للحكومة الإسرائيلية. وهذا الأمر يخدم نتنياهو جيداً، ويساعده على تحصين حكومته الأصلية، كما أن الشراكة مع المعسكر الرسمي تسمح له بتقديم نفسه كنموذج للصلابة والحزم، وتساعده على منع التظاهرات ضده من التحول إلى احتجاج جماهيري يشلّ البلد.
  • يدرك أعضاء المعسكر الرسمي جيداً أنهم اختاروا مصلحة البلد من خلال انضمامهم إلى الحكومة، لكنهم أيضاً اختاروا مصلحة نتنياهو. إن مصلحة الدولة لا تكمن فقط في اتخاذ القرارات الأمنية، بل أيضاً في القرارات المتعلقة باليوم التالي في غزة، وفي قضية تجنيد الحريديم، والاقتصاد الذي عانى جرّاء خفض التصنيف، والطريقة التي ستحقق فيها إسرائيل في كارثة يوم السبت الملعون. وما يجري الحديث عنه هو قرارات كبيرة تطال سنوات كثيرة، وتتطلب إعادة ضبط عمل المنظومة السياسية. نتنياهو منخرط في حملة شخصية، لذلك، المعسكر الرسمي مضطر إلى استغلال وجوده في الحكومة من أجل تحديد موعد الانتخابات المبكرة في سنة 2024.