نقل الغزيين إلى الضفة هو الخطوة المجنونة والضرورية التي يجب على إسرائيل القيام بها
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • نصف عام تقريباً على بدء الحرب، ومن الصعب رؤية كيف يمكن التوصل إلى حل معقول إزاء كل ما يخص أزمة غزة التي تشكل حالة إزعاج لإسرائيل منذ إقامة الدولة.
  • جميع الحلول السحرية تثبت أن المشكلة والحل أصعب مما يبدوان عليه، وهو ما يستوجب تفكيراً إبداعياً شجاعاً، ومختلفاً جوهرياً عن كل ما عرفناه حتى اليوم. من الواضح أنه سيتوجب على الجيش البقاء في القطاع مع قوات كبيرة وقتاً طويلاً، وأن الجيش سيتعامل، من جهة، مع "إرهاب حماس" الذي سيستمر من الداخل، وتحت غطاء السكان المدنيين، عبر عشرات الأنفاق التي لم يتم كشفها بعد؛ ومن جهة أُخرى، سيكون عليه التعامل مع عمليات "السرقة" و"السطو" على المساعدات الإنسانية التي تدخل يومياً لإغاثة مليونَي غزي.
  • هذا الواقع سيجعل إسرائيل تدفع ثمناً كبيراً من الدماء. مليونا إنسان من دون مأوى، أو ظروف حياة إنسانية، كالكهرباء والماء والغذاء، أو العمل، فضلاً عن عدم وجود منظومات تعليم وصحة - إنها وصفة واضحة للأزمات. وهنا، من المهم التشديد على أن: كل أزمة ستندلع في القطاع ستشكل أزمة نواجهها نحن.
  • من هنا، من الصعب أن نفهم كيف لا تزال الحكومة الفاشلة تدير الواقع الذي يجري أمام أعينها بعدم انتباه ومن دون اكتراث. مَن يريد إعادة سكان "الغلاف" إلى بيوتهم بأمان، عليه أن يجعل غزة هادئة. عندما ننظر يميناً ويساراً، إلى الحكومة، وإلى القيادة الحالية، فإنه يبدو من الواضح أنها لن تدفع بالخلاص. حكومة أشخاص فاشلين، لم تكن قادرة على التعامل مع المشاكل العادية لسكان "الغلاف" والشمال، لن تستطيع الاستجابة لتحديات الظرف الحالي، وكل شيء سيُلقى على عاتق الجيش - بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
  • من أجل الوصول إلى حل، يجب التفكير من خارج الصندوق، وتجنيد الأميركيين والسعوديين والقطريين والمصريين والأردنيين لتنفيذ خطة ثورية، الهدف منها نقل مليونَين من سكان غزة إلى الضفة، وإسكانهم في بلدات جديدة تقام بجانب مناطق صناعية، وبمساعدة دولية. وفي المقابل، يتم حصر الاستيطان اليهودي في ثلاثة تجمعات: كتلة عتسيون (وضمنها الخليل وكريات أربع)؛ وكتلة أريئيل (وضمنها عمانوئيل وإلكانا وألفي مناشي وأورانيت كدوميم)؛ بالإضافة إلى كتلة غور الأردن. ويتم إخلاء جميع البؤر غير القانونية والبلدات الواقعة خارج هذه الكتل، مع الحفاظ على سيطرة الجيش.
  • هذا ما سيؤدي إلى اقتلاع "حماس" من جذورها في غزة، ويحوّل القطاع إلى جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل، ويسمح، ليس فقط لسكان النقب الغربي بالعودة إلى الحياة الهادئة، بل أيضاً يحقق حلم العودة إلى "غوش قطيف". الهدوء والسلام اللذان سيخيمان على الجنوب، كنتيجة لهذه الخطوة، سيحوّلان النقب إلى توسكانا الإسرائيلية: وستزدهر أشكلون، وسديروت، وأوفاكيم، ونتيفوت، وغزة الجديدة يمكن أن تتحول إلى مركز سياحي مع شاطئ جميل.
  • المليونا غزّي الذين سيُنقلون إلى الضفة الغربية، لن يستطيعوا الادعاء أنهم تحت حصار. سيكون لديهم إمكانية للخروج إلى الأردن، ومن هناك إلى العالم؛ سيكونون قريبين من الأماكن المقدسة وعائلاتهم في الضفة. هذه الخطوة ستخلق دينامية جديدة في الشرق الأوسط، وتحقق الحلم الأميركي باتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية.
  • كثيرون من الإسرائيليين سينظرون إلى هذه الخطوة على أنها خطوة مجنونة، وأنا أقول لهم أنه في ظل هذا الواقع، الوضع داخل غزة أكثر جنوناً وخطورة. ويجب ألا ننسى أنه قبل أن يوافق الفلسطينيون على هذه الخطوة، ستعارض "حماس" طبعاً. وهذا يقول كل شيء.