يتعين على إسرائيل إقناع الولايات المتحدة بضرورة شنّ عملية عسكرية في رفح والتعهد بالموافقة على إنهاء الحرب بعدها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • إن الفجوات بين إسرائيل و"حماس" بشأن صفقة المخطوفين كبيرة جداً.  والمقصود ليس تكتيكاً تفاوضياً فقط، بل عدم وجود أي ضغط على السنوار. في الأسابيع الأخيرة، تراجع الضغط العسكري عليه كثيراً، بينما يقوم الآخرون بمهمة السنوار حيال موضوعَين آخرَين، دخول المساعدات المدنية وقضية العملية العسكرية في رفح. وفي هذين الموضوعَين، الولايات المتحدة تكبّل يد إسرائيل، و"حماس" هي الرابح الأكبر.
  • علاوةً على ذلك، دول العالم كلها، بينها الولايات المتحدة، تؤيد موقف "حماس" فيما يتعلق بوقف تقطيع أوصال غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وإعطاء سكان مدينة غزة فرصة للعودة إلى مدينتهم. تعيش إسرائيل حالة من العزلة لا تزال غير خطِرة، وعلى الرغم من الضغوط، فإنه يجب ألّا نوافق على كل مطالب "حماس" فيما يتعلق بالصفقة المطروحة، لأننا إذا وافقنا، وحتى لو استعدنا نحو 40 مخطوفاً، فسنخسر كل الأوراق الموجودة في يدنا، ولاحقاً، لا نستطيع التأكد من استعادة مزيد من المخطوفين.
  • كما أننا لا نزال نحتفظ بورقة أساسية حتى الآن، وهي إنهاء الحرب، الأمر الذي يرغب فيه العالم كله، بدءاً من "حماس"، مروراً بحزب الله، ووصولاً إلى الولايات المتحدة. إذا لم تؤدّ صفقة المخطوفين، التي يجري البحث فيها في قطر الآن، إلى نتيجة بسبب الفجوات الكبيرة بين الطرفين، فسيكون من الصائب أن تفكر إسرائيل في الأمر التالي: التوصل إلى تفاهُم مع الولايات المتحدة على أن شنّ عملية عنيفة في رفح أمر ضروري، لكن إلى جانبها، ستتعهد إسرائيل الموافقة على إنهاء الحرب بعد ذلك فوراً.

يجب وضع 3 شروط

  • هذا يجب أن يجري ضمن 3 شروط فقط: الشرط الأول، إعادة كل المخطوفين؛ الثاني، تعهُّد كل الدول، ولا سيما قطر، إعادة إعمار القطاع، وألّا تتمتع "حماس" بأي سيطرة هناك؛ الثالث، دخول قوات بديلة إلى غزة، سواء تابعة للسلطة الفلسطينية، أو لدول عربية، أو غربية، بالتنسيق مع إسرائيل.
  • بهذه الطريقة، يمكننا وضع تاريخ لإنهاء الحرب: مثل شهرين من الآن. ويمكن أن تبدو نهاية الحرب ناجحة لأنها ستشمل إعادة كل المخطوفين، وبعد أن نكون قد ضربنا 24 كتيبة تابعة لـ"حماس" بقوة، بينها تلك الموجودة في رفح، وبقية قدرات "حماس" العسكرية ستكون ضئيلة، ومن دون مساعدة مكثفة من قطر، أو من دولة أُخرى، سيكون من الصعب على "حماس" الاستمرار في السيطرة على غزة.
  • وإذا نشأت سلطة بديلة، ولو موقتة، تتمتع بدعم دولي وعربي واسع، فمن المعقول أيضاً أن يتلاشى تأييد سكان غزة لـ"حماس". صحيح أن هذا لا يُعتبر "نصراً مطلقاً" كما يريده نتنياهو، لكنه نصر بنسبة 80%، وهذا يكفينا. بالإضافة إلى أن إنهاء الحرب بهذه الطريقة سيسرّع احتمالات عودة سكان "غلاف غزة" إلى منازلهم، ويتيح فرصة التوصل إلى تسوية مع لبنان، تمنع الحرب، وتسمح بعودة النازحين من أهل الشمال إلى منازلهم.
  • إن إنهاء الحرب بهذه الطريقة سيجعل إسرائيل، أخيراً، قادرة على لملمة جراحها وتحسين اقتصادها وشبكة علاقاتها الدولية، والمضيّ نحو الانتخابات. ومع الأسف، هذا هو، تحديداً، سبب رفض الحكومة التوجه نحو هذا المسار، على الرغم من أنه المسار الصحيح. ومرة أُخرى، من المفيد التشديد على أنني أوافق على مقولة إن العملية العسكرية في رفح أمر مطلوب، لكن الحصول على موافقة أميركية، ولو صامتة، على مثل هذه الخطوة، يتطلب تفاهماً عميقاً مع الولايات المتحدة على أن العملية ستؤدي إلى نهاية الحرب، وبالتأكيد، في مقابل عودة كل المخطوفين.
  • إن الأسهم التي نحتفظ بها اليوم، والتي تُعتبر مفتاح إنهاء الحرب، يمكن أن تنهار بسرعة، إذا لم نعرف كيف ننسّق مع الأميركيين من أجل تحقيقها بثمن مناسب، وضمن جدول زمني محدد.
 

المزيد ضمن العدد