استمرار المعركة في غزة وتحدّي العلاقات الألمانية – الإسرائيلية
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

المؤلف
  • إن استمرار المعركة العسكرية في غزة، مع كل تداعياتها، انعكس على مواقف ألمانيا العلنية بشأن طريقة تصرُّف إسرائيل. لقد رأينا دليلاً على ذلك خلال الزيارة الثانية التي قام بها المستشار الألماني أولاف شولتز إلى إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
  • الزيارة الأولى للمستشار الألماني جاءت بعد أيام قليلة على هجوم 7 أكتوبر، وكانت من باب التعبير عن التضامن والدعم غير المحدود لحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حربها ضد "حماس". بينما جاءت الزيارة الثانية بعد الخلافات في الرأي بشأن مدى الحكمة في مواصلة المعركة العسكرية عموماً، والدخول المخطّط له إلى رفح، والحاجة الماسة إلى تدفُّق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، على خلفية التقارير والمشاهد القاسية للجوع والعدد الكبير للقتلى، والتخوف من أن إسرائيل لا تبذل ما يكفي من أجل التخفيف من تفاقُم حدة الوضع الإنساني، والرفض الإسرائيلي للبحث في مسألة "اليوم التالي"، وغياب منظور سياسي، والادعاءات بشأن عنف المستوطنين المتطرفين ضد السكان الفلسطينيين في المناطق.
  • لقد عبّر المستشار الألماني عن انتقاده في أثناء الزيارة التي أجراها للأردن، عشية زيارته لإسرائيل، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الحكومة هناك. أشار المستشار إلى أن القتال ضد "حماس" أمر مشروع، لكن كلما طال أمد القتال وأصبح الوضع ميؤوساً منه، يُطرح السؤال: ألا توجد وسائل أخرى لتحقيق هدف الحرب. وأشار أيضاً إلى أنه لا يمكن مواجهة "الإرهاب" بالوسائل العسكرية فقط. وأضاف أن هناك حاجة إلى تقديم مقاربةٍ ما للفلسطينيين. لكن المستشار تجنّب، في هذا الإطار، التعبير عن تأييده حلّ الدولتين، لكنه لمّح أكثر إلى عدم وجود اتفاقات، وقال إن الحديث الذي أجراه مع نتنياهو بشأن خطة "اليوم التالي"، أظهر خلافات في وجهات النظر.
  • التخوف الذي عبّر عنه المستشار بشأن الوضع الإنساني في غزة وتداعياته على السكان، بعد الدخول العسكري المرتقب إلى رفح، يبدو أنه لا يلقى آذاناً صاغية لدى نتنياهو، الذي أوضح أن أي ضغط دولي لن يمنع إسرائيل من تحقيق كل أهداف الحرب.
  • وبعكس رأي بعض "الخبراء" في السياسة الألمانية حيال الإسرائيليين، الذين يعتقدون أن مواقف المستشار هي صدى "للشارع الألماني" المعادي لإسرائيل، ففي رأيي، يعبّر موقف المستشار عن قلق حقيقي حيال السلوك الإسرائيلي. لقد أوضح شولتز أنه "لا يمكننا الوقوف موقف المتفرج على معاناة الفلسطينيين جرّاء الجوع، هذا لا يمثلنا. ولا يعبّر عن موقفنا". في الخلاصة، المعركة في غزة وتداعياتها تشكل تحدياً لا يستهان به للعلاقات بين الدولتين.

 

 

المزيد ضمن العدد