هل هناك هدف ثالث للحرب في غزة؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • وضع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هدفين أساسيَين للحرب: القضاء على "حماس" وإعادة المخطوفين. حتى الآن، لم يحقق أياً من هذين الهدفين، لكن يبدو أن إسرائيل تدفع قدماً بهدف ثالث، هو الاحتلال الدائم لشمال القطاع.
  • ومثلما جرى لدى احتلال الضفة الغربية، تخلق إسرائيل وقائع على الأرض بواسطة جيشها، انطلاقاً من اعتبارات أمنية طارئة، وفي الموازاة، تستخدم المشروع الاستيطاني وممثليه في الكنيست، وفي الحكومة، الذين يستغلون كل فرصة من أجل تحقيق تطلعاتهم الإقليمية.
  • وفي الواقع، طُرح على جدول أعمال الحكومة هذا الأسبوع اقتراح لاتخاذ قرارات، عنوانه "زيادة صلاحيات الحكومة في مجال الاستيطان". والهدف نقل مسؤولية قسم المستوطنات من وزارة الزراعة إلى وزيرة الاستيطان والمهمات القومية أويت ستروك، من حزب الصهيونية الدينية، مع الإشارة إلى أن الرقابة المالية على نشاطات القسم ستجري، من الآن فصاعداً، من القسم، وليس من جهة خارجه. وبكلام آخر، الهدف هو إزالة القيود المفروضة على قسم الاستيطان، الذي يعمل كذراع للحكومة والهستدروت الصهيوني لمصلحة استثمارات حساسة ما وراء الخط الأخضر. وظاهرياً، المقصود "فقط" المستوطنات في الضفة الغربية. ويبدو أن الحكومة تنفّذ اتفاقاً تم التوصل إليه في الاتفاق الائتلافي مع حزب الصهيونية الدينية، قبل وقت طويل من 7 أكتوبر. لكن على خلفية الدعوات إلى منع عودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع، والدعوة إلى استيطان يهودي، فإن نقل قسم الاستيطان إلى الوزيرة ستروك، يمكن أن يُستخدم كأساس من أجل إقامة مستوطنات في شمال القطاع بسرعة.
  • ليس فقط المشروع الاستيطاني وأذرعه في الحكومة هم الذين يستعدون لإقامة وجود يهودي في غزة لوقت طويل. فالجيش أيضاً يدفع قدماً بمشروعَين يشيران إلى الاستعداد لبقاء طويل في القطاع: إنشاء منطقة أمنية محاذية للسياج الحدودي، عرضها كيلومتر، وتمتد على 16% من أراضي القطاع؛ وخلق ممر للسيطرة يفصل بين شمال القطاع وجنوبه، ويسمح للجيش الإسرائيلي بالإشراف على التنقل على الطرقات الاستراتيجية، وهذا الموضوع له علاقة بصلب المفاوضات مع "حماس".
  • المزج بين مصالح أمنية وبين طموحات استيطانية شكّل كارثة وجودية أدت إلى تورُّط إسرائيل في احتلال أفسد كل شيء جيد فيها.  لا يجوز السماح لليمين المسياني الداعي إلى الضم باستغلال "المذبحة" المريعة، والحرب التي نشبت في أعقابها، من أجل إلغاء فك الارتباط [عن غزة، في سنة 2005] والدفع قدماً بنكبة ثانية، وبقاء الجيش الإسرائيلي في غزة. كل ذلك مع التخلي عن المخطوفين. هناك حاجة ملحة إلى إسقاط هذه الحكومة، ومَن يترأسها لأنها، يومياً، تعمّق الحفرة التي أسقطا إسرائيل فيها.