الولايات المتحدة تقيّد أيدي إسرائيل وتضرّ بفرص التوصل إلى صفقة بشأن المخطوفين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستين أن الولايات المتحدة تبحث في المساعدة الأمنية لإسرائيل في المدى القريب " ضمن إطار تطوُّر الأحداث في رفح"، يدل على حجم الأزمة التي تواجهها إسرائيل والولايات المتحدة في هذا التوقيت الحساس للمحادثات التي تجري من أجل التوصل إلى صفقة لتحرير المخطوفين.
  • لكن المفارقة أن القيود التي يريد الأميركيون فرضها على العمليات العسكرية في رفح هي التي يبدو أنها تمنع حدوث اختراق في المفاوضات بين إسرائيل و"حماس" بشأن وقف إطلاق النار. وفي المحادثات التي يُجريها المصريون في القاهرة، تصرّ "حماس" على التمسك باقتراح لم توافق عليه أيّ دولة، كما ظهر في المحادثات التي أجراها الوفد الإسرائيلي في القاهرة أمس، وهناك سبب لهذا الإصرار.
  • يدرك قادة "حماس" في غزة، وفي الخارج، أن أيدي إسرائيل مقيدة بسبب الضغط الأميركي. ومعنى هذا أن إسرائيل لا تملك عصا حقيقية يمكن أن تستعملها في المفاوضات الجارية مع "حماس"، لقد وافقت إسرائيل على عودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم، وعلى سحب قواتها من التجمعات السكانية، وإطلاق سراح "مخربين"، أياديهم ملطخة بالدماء. لكن "حماس" تواصل التمسك بعدة بنود أُخرى، وإنهاء الحرب لا يمثل البند الأكثر إشكاليةً، بصيغته المصرية الحمساويةـ بل عدم وجود ضمانات تفصيلية بأن الحركة ستطلق 33 مخطوفاً في قيد الحياة في المرحلة الأولى. نصّ الاقتراح الأخير على تحرير 33 مخطوفاً في قيد الحياة، أو جثامين، أي أن "حماس" يمكن أن تعيد جثامين، بدلاً من مخطوفين أحياء، وتستفيد من وقف إطلاق النار.
  • تتواصل العملية في رفح، لكنها بالتأكيد لا تقترب من حجم العملية التي شنّها الجيش في كانون الأول/ديسمبر على خانيونس. فالعملية الحالية محدودة جداً، وبعد ضغط أميركي كبير، أمر نتنياهو باستئناف عبور المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، الذي سيطر عليه الجنود الإسرائيليون قبل يوم واحد فقط. يمكن التقدير أن التصريحات الصادرة عن واشنطن بشأن تأجيل شحنات سلاح معينة إلى إسرائيل ناجمة عن الرغبة في التصالح مع أصوات الناخبين الديمقراطيين، وخصوصاً مع التقدميين، قبيل الانتخابات الرئاسية. يجب أن نضيف إلى ذلك رغبة واشنطن الحقيقية في عدم المسّ بالأبرياء، ولا سيما أن نحو مليون نازح فلسطيني لا يزالون موجودين في منطقة رفح. بيْد أن المشكلة أن هذه التصريحات والضغوط التي تمارَس على إسرائيل في هذا الشأن لا تؤدي إلى تراجُع "حماس" عن مطالبها المبالَغ فيها في مفاوضات تحرير الرهائن، بل تدفعها إلى زيادة حدة القتال. استمرار القتال في الجنوب ينعكس على الجبهة في الشمال، حيث يحاول حزب الله مرات ومرات، ومع الأسف، هو ينجح في مهاجمة جنودنا الموجودين بالقرب من الحدود. إن احتمال اشتعال الشمال كبير جداً، إذ أوضح حزب الله أنه سيواصل هجماته على إسرائيل ما دام القتال مستمراً في غزة. ومعنى ذلك هنا أيضاً أن إصرار البيت الأبيض على تقييد أيدي إسرائيل يؤجل احتمال التهدئة في الشمال، وليس فقط في الجنوب.
  • هناك وسائل للخروج من هذه الورطة الحالية مع واشنطن. إحداها إجراء حوار وثيق معها بشأن "اليوم التالي للحرب" في غزة. لو أن حكومة نتنياهو ذكرت شيئاً بشأن وجود السلطة الفلسطينية في غزة في "اليوم التالي"، فإن هذا الأمر كان يمكن أن يدفع بواشنطن إلى زيادة الضغط على "حماس"، سواء عن طريق قطر، أو من خلال إعطاء ضوء أخضر لإسرائيل للقيام بعملية واسعة في رفح. لكن بعد كل تهديدات نتنياهو ووعوده "بالنصر المطلق"، أصبحت رفح الرصاصة الأخيرة في المفاوضات. والمشكلة أنه ما دام الأميركيون لا يؤيدون مثل هذه العملية، فمن الواضح لجميع الأطراف أن هذه الرصاصة هي رصاصة فارغة.