تقرير: الجيش الإسرائيلي يقلّل من أهمية قيام الإدارة الأميركية بتعليق إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل بشكل غير مسبوق
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

بدا الجيش الإسرائيلي كأنه يقلل من أهمية قيام الإدارة الأميركية بتعليق إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل بشكل غير مسبوق بسبب قلقها من احتمال حدوث عملية إسرائيلية كبيرة في مدينة رفح، جنوب غزة، وأكد الجيش على لسان الناطق بلسانه دانييل هغاري أن الدولتين، بصفتهما حليفتين، تقومان بحلّ أي خلافات بينهما خلف الأبواب المغلقة.

وجاء تأكيد هغاري هذا، رداً على سؤال عن هذه القضية طُرح في مؤتمر عُقد بدعوة من صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تل أبيب، أمس (الأربعاء)، ووصف فيه هغاري التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة بأنه وصل إلى نطاق غير مسبوق في تاريخ إسرائيل. وعندما تم الضغط عليه بشأن تعليق تسليم القنابل الثقيلة، قال هغاري: "نحن مسؤولون عن المصالح الأمنية لإسرائيل، ونولي المصالح الأميركية على الساحة اهتمامنا".

وأشاد هغاري بحجم التعاون بين قيادة الجيش الإسرائيلي والقيادة المركزية للجيش الأميركي (CENTCOM) خلال الحرب، قائلاً: "هناك شيء أكثر أهمية من المساعدة الأمنية، وهو الدعم العملياتي".

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووزارة الدفاع الأميركية أكدتا، أول أمس (الثلاثاء)، التقارير التي أفادت بأنها علّقت، مؤخراً، إرسال شحنة كبيرة من القنابل، التي تزن ما بين 500 و2000 رطل، إلى إسرائيل، خشية أن تستخدمها هذه الأخيرة في عملية برية كبيرة وشيكة في مدينة رفح المكتظة بالسكان في جنوب قطاع غزة. وهذه هي المرة الأولى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، التي تعلّق فيها الولايات المتحدة إرسال شحنة أسلحة إلى الجيش الإسرائيلي، إذ إنها زودته بالأسلحة بشكل شبه دائم. وتعارض واشنطن بشدة شنّ هجوم كبير على رفح، وتشدّد على أنه لا يمكن لإسرائيل أن تشن هجوماً كهذا، وأن تضمن في الوقت نفسه سلامة ما يزيد عن مليون فلسطيني يحتمون هناك. ووفقاً للمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية، توجد في المدينة 4 من كتائب "حماس" الست المتبقية، إلى جانب أعضاء من قيادة الحركة وعدد كبير من الإسرائيليين الذين اختطفتهم الحركة من إسرائيل خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. كما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتعهّد منذ أشهر أن قوات الجيش الإسرائيلي ستنفّذ عملية لاجتثاث آخر معاقل "حماس" في رفح، بغض النظر عمّا إذا تم التوصل إلى اتفاق في المحادثات الجارية بشأن المخطوفين، والتي من شأنها وقف إطلاق النار لبضعة أسابيع على الأقل، أم لا.

وأقرّ هغاري بوجود تحديات تواجه العملية البرية في رفح، موضحاً أن العملية لم تبدأ قبل أشهر لأن الظروف العملياتية لم تكن متوافرة بسبب الأعداد الكبيرة من سكان غزة الذين لجأوا إلى المدينة ومحيطها. وقال هغاري إن رفح ليست بأهمية خان يونس وشمال غزة. وأضاف: "سنتعامل مع رفح بالطريقة التي تناسبنا. وحتى بعد أن نتعامل مع رفح، سيكون هناك ’إرهاب’، وستتحرك ’حماس’ شمالاً، وتحاول إعادة تنظيم صفوفها حتى في الأيام المقبلة. ولا بد من أن أؤكد أنه: أينما عادت ’حماس’، سواء في شمال القطاع، أو في وسطه، فسنعود إلى العمل".

يُذكر أن الجيش الإسرائيلي استولى، أول أمس (الثلاثاء)، على معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، بعد يوم من قيامه بإصدار أوامر إلى 100.000 فلسطيني بإخلاء الأحياء الشرقية من المدينة.

ويبدو أن الولايات المتحدة أعطت موافقتها على العملية المحدودة في رفح، وأكدت أن أهداف العملية مشروعة.