عار إنساني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • في الأول من أمس، أضرم متظاهرون النار بشاحنتين للمساعدات، بالقرب من معبر "ترقوميا"، بعد أن قطعوا الطريق على قافلة المساعدات ونهبوها. لم يتحمل أيّ طرف المسؤولية. وتراشق كلٌّ من الشرطة والجيش الاتهامات بالمسؤولية عن الحادثة. لكن عندما يعارض وزير الأمن القومي دخول المساعدات الإنسانية، علينا ألّا نستغرب ممارسة الشرطة قوتها على أهالي المخطوفين والمتظاهرين ضد الحكومة في ساحة كابلان، فهي تبدو ضعيفة في مواجهة المتظاهرين الذين يقطعون الطريق على الشاحنات المتوجهة إلى غزة، ويفرغون محتوياتها ويبعثرونها على الطريق، ويضرمون النار فيها.
  • ناشطو تنظيم "الأمر 9" [منظمة يمينية معارِضة لدخول المساعدات إلى غزة] هم الذين يمنعون الشاحنات من العبور. في الأسبوع الماضي، أغلق هؤلاء الناشطون ومؤيدوهم الطريق، ومنعوا دخول الشاحنات إلى "متسبيه رامون" مدة 6 ساعات، إلى أن قامت الشرطة بتفريقهم.
  • وقال مسؤول رفيع المستوى في المؤسسة الأمنية لـ"هآرتس": "تغض الشرطة النظر عن مرتكبي أعمال الشغب الذين يخرقون القانون، ويتلفون المساعدات ويحرقونها، مستخدمين معلومات داخلية يحصلون عليها، تتعلق بحركة الشاحنات". وبحسب كلامه: "هناك في الشرطة مَن يمتنع من معالجة الموضوع، ولا يقوم بمنع الأعمال المخلة بالنظام، وعندما يفعلون ذلك، فإنهم يقومون به من دون حماسة واضحة. يوجد شعور في الشرطة بأنهم يحاولون إرضاء شخص معيّن في الحكومة".
  • إن ضُعف الحكومة ورئيسها أمام الجناح اليميني المتطرف فيها، يشجع ناشطي اليمين المتطرف على تخريب المساعدات الإنسانية، وعملياً، تخريب السياسة الإسرائيلية. وهكذا تبدو صورة الدولة العاجزة عن العمل بنجاعة: يقرر المستوى السياسي، وبالتنسيق مع الإدارة الأميركية، دخول شاحنات المساعدات الإنسانية، وتنسّق المؤسسة الأمنية دخولها إلى غزة، لكن الشرطة لا تنجح في تأمين ذلك، ولا تستطيع كبح المتظاهرين، وتمنع إسرائيل من تحقيق سياستها، إذا كان لديها سياسة.
  • يؤدي هذا التراخي إلى تعريض إسرائيل للتأنيب الدبلوماسي، الأمر الذي يزيد في ضُعف مكانتها في العالم. لقد قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان: "يصدمنا الأشخاص الذي يهاجمون، وينهبون الشاحنات الآتية من الأردن إلى غزة. نحن نبحث في الأمر مع شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى. وما يجري سلوك مرفوض تماماً". وأضاف أنه يجري البحث عن الوسائل المتاحة للرد على منع أنصار اليمين دخول شاحنات المساعدات الآتية من الأردن، والتي تمرّ عبر إسرائيل، في طريقها إلى غزة. أي إن الولايات المتحدة تدرس كيفية القيام بعمل الشرطة الإسرائيلية.
 

المزيد ضمن العدد