شرطا القضاء على "حماس"
المصدر
القناة 7 "عروتس شيفع"

شبكة اعلامية إسرائيلية تملكها يشيفا بيت –إيل مدرسة يهودية دينية تعنى بتعليم الشريعة اليهودية. ووتملك الشبكة موقعاً إخبارياً يصدر بثلاث لغات: العبرية والإنكليزية والروسية، يمكن الاشتراك فيه مجاناً، وما يشنره الموقع يعبر اجمالاً تعبر عن وجهة نظر الأحزاب الدينية وجمهور المتدينين من المستوطنين.

المؤلف
  • لم يبقَ لدى الجيش الإسرائيلي فائضاً من القوات، ولذلك، عندما يحتل منطقة في قطاع غزة، ثم ينتقل إلى مكان آخر، فإنه يقوم بإخراج قواته من الأراضي التي احتلها، لأنه لا يوجد لديه قوات جديدة يمكن أن تحلّ محلّ المقاتلين الذين غادروا. وهذه الفجوة هي التي تسمح لـ"حماس" بالعودة إلى الأماكن التي احتلها الجيش الإسرائيلي، ثم سحب قواته منها.
  • لا يعترف كبار قادة الجيش، ولا وزير الدفاع غالانت، بهذا الوضع الصعب للجيش، وهم يلقون التهمة على رئيس الحكومة الذي يفضّل عدم اتخاذ قرار بشأن "اليوم التالي" للسيطرة على قطاع غزة، أي مَن سيحلّ محلّ الحكم المدني لحركة "حماس" في القطاع. ومن دون تغيير هذا الحكم، يقول كبار القادة في الجيش ووزير الدفاع غالانت أنه لا يمكن أن ننتصر.
  • من أجل القضاء على نظام "حماس"، يجب توفُّر شرطَين حاسمَين: الأول؛ بقاء الجيش الإسرائيلي في المناطق التي احتلها فترة زمنية تمنع "حماس" من العودة إلى المنطقة كما يحدث اليوم. وفقط بعد تحقيق الشرط الأول، يمكن تحقيق الشرط الثاني، وهو إقامة سلطة مدنية من أطراف من خارج المنطقة محلّ الحكم المدني لحركة "حماس". علينا أن ندرك أنه ليس هناك طرف خارجي مستعد للدخول إلى غزة والحلول محلّ حُكم "حماس"، إذا لم توجد قوات عسكرية لفترة طويلة تمنع "حماس" من العودة إلى المنطقة. حتى اليوم، عادت "حماس" بكثافة إلى الأماكن عينها التي قمنا باحتلالها، وهي "ستقتل"، مستقبلاً، أيّ طرف أجنبي يحاول أن يحلّ محلها. ولن يكون في استطاعة أيّ قوى فلسطينية ستتجرأ على الحلول محلّ حُكم "حماس"، الصمود في وجه عشرات الآلاف من "مخربي حماس".
  • علاوةً على ذلك، كلنا نتذكر كيف لم يتوقف غالانت خلال النصف السنة الأخيرة من الثناء على قدرات الجيش. لقد قال إن الجيش احتل 80% من قطاع غزة، ويسيطر سيطرة مُحكمة على الأنفاق، وأن استسلام "حماس" هو مسألة وقت فقط. كما هدد حزب الله بأنه خلال وقت قصير، سنشنّ حرباً عليه، ونبعده إلى ما وراء نهر الليطاني.
  • لقد اتضح لغالانت أن كلّ تصريحاته كانت خداعاً، ولا يمكن بعد الآن أن يخفي عن الجمهور عدم قدرة الجيش على القضاء على "حماس". والدليل استئناف "حماس" إطلاق القذائف على مستوطنات الغلاف، بعد عودتها إلى المناطق التي سبق أن احتلها الجيش، وبعد أكثر من نصف سنة من القتال، عاد وضعنا إلى ما كان عليه قبل الحرب.
  • لقد وجد غالانت أنه من الأصح إلقاء التهمة على نتنياهو لأنه لم يسعَ لإقامة حُكم مدني بديل من حُكم "حماس"، لكن من الواضح للجميع استحالة إقامة حُكم بدلاً من "حماس" مع عدم وجود الجيش لفترة طويلة في الأراضي التي جرى احتلالها. لقد قرر غالانت أن يخفي عن الشعب حقيقة أن هذا الجيش المحدود العدد متهم بمسألة أكبر، وهي أن عدم قدرته على القضاء على "حماس" ناجم عن كونه جيشاً محدود العدد، وليس لديه فائض من القوات للبقاء ولو وقتاً قصيراً في الأماكن التي احتلها.
  • كل هذا الجدل الدائر بشأن الأنا ومحاولة كباش، يؤدي إلى استمرار القتال من دون هدف. يعلم الجيش، وكذلك نتنياهو، بأن استمرار القتال لن يؤدي إلى القضاء على "حماس"، لكن الصراع بينهما هو على الأنا، وعلى تراشُق التهم بينهما، بين غالانت وهرتسي من جهة، وبين نتنياهو من جهة أُخرى.
  • سيتحول استمرار القتال إلى حرب استنزاف تستمر شهوراً وأعواماً في مواجهة "حماس" وحزب الله، من دون القدرة على إلحاق الهزيمة بهما. وهذا سيدمر الجزء الجيد في هذا البلد والجيش والعلاقات الدولية والمجتمع، وسيؤدي إلى خسائر باهظة في صفوف قواتنا، بين قتلى ومصابين، ومقتل ما تبقى من المخطوفين، إننا نسير في اتجاه هذه الفكرة الكارثية.
  • هناك حاجة ماسة إلى ترميم الجيش وزيادة عديد سلاح البر. وبناء سلاح صاروخي فعال مع عشرات الطائرات المضادة للصواريخ والقذائف والمسيّرات، وشراء صواريخ مضادة للطائرات والمسيّرات، ونشرها حول الأهداف الاستراتيجية، وفي مستوطنات الشمال.  كما يجب تطوير تقنية الليزر التي تُعتبر تكلفتها أقلّ كثيراً من صواريخنا الغالية الثمن (حيتس، ومقلاع داود، والقبة الحديدية)، والتي مخزونها محدود جداً، ولا يسمح بالدفاع عن الجبهة الداخلية أكثر من أيام معدودة في مواجهة آلاف الصواريخ والقذائف والمسيّرات التي سيطلقها أعداؤنا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية يومياً.
  • هناك موضوعات مهمة كثيرة تطرّقتُ إليها في مقالاتي السابقة. فوراً، يجب استبدال المستويَين السياسي والعسكري، وكل الذين لهم علاقة بأخطر تقصير حدث منذ قيام الدولة. كما يجب المضيّ في طريق جديدة مع زعامة لم يكن لها يد فيما حدث، تقوم بترميم الجيش والاقتصاد والعلاقات الدولية والمجتمع الإسرائيلي.
 

المزيد ضمن العدد