إسرائيل تقرّر إعادة معدات وكالة "أسوشيتد برس" بعد أن صادرها موظفون من وزارة الاتصالات وقطعوا بثّها خلال عمل طاقمها في المنطقة الجنوبية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قررت إسرائيل، مساء أمس (الثلاثاء)، إعادة معدات وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية للأنباء، بعد أن صادرها موظفون من وزارة الاتصالات، وقطعوا بثّها في وقت سابق أمس خلال عمل طاقمها في المنطقة الجنوبية، بتهمة انتهاك الوكالة القانون الجديد للبثّ الذي نصّ على إغلاق مكاتب وبثّ قناة "الجزيرة" في البلد.

وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن القرار الإسرائيلي جاء عقب ضغط أميركي وتوجُّه البيت الأبيض إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أجل إعادة المعدات إلى وكالة "أسوشيتد برس".

وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي [الليكود] إنه بعد طلب وزارة الدفاع فحص مسألة البث من مواقع في سديروت، وما تشكله من خطر على قوات الجيش الإسرائيلي، قرر إلغاء هذه الخطوة وإعادة المعدات إلى وكالة "أسوشيتد برس"، إلى حين اتخاذ قرار آخر من طرف وزارة الدفاع بهذا الشأن.

ونددت "أسوشيتد برس" بهذه الخطوة.

وقالت نائبة رئيس الوكالة لشؤون التواصل مع الشركات، لورين إيستون: "إن الأسوشيتد برس تدين بأشد العبارات تصرفات الحكومة الإسرائيلية بقطع بثنا المباشر المستمر منذ فترة طويلة، والذي يُظهر مشهداً لغزة، وكذلك الاستيلاء على معدات الوكالة". وأضافت أن هذه الخطوة لم تكن مبنية على محتوى البث، بل على الاستخدام التعسفي من طرف الحكومة الإسرائيلية لقانون البث الأجنبي الجديد في البلد. وحثّت السلطات الإسرائيلية على إعادة معدات الوكالة وتمكينها من إعادة البث المباشر على الفور حتى يتسنى لها الاستمرار في تقديم العمل الصحافي المرئي المهم بالنسبة إلى آلاف الوسائل الإعلامية حول العالم.

وكان موظفون من وزارة الاتصالات الإسرائيلية وصلوا إلى مقر "أسوشيتد برس" في بلدة سديروت [جنوب إسرائيل] بعد ظهر أمس، وصادروا المعدات، وسلّموا مسؤولي الوكالة وثيقة موقّعة من وزير الاتصالات شلومو كرعي، تشير إلى أن وكالة الأنباء تنتهك قانون البث الأجنبي الجديد في إسرائيل.

وجاءت هذه الخطوة في إثر أمر شفهي صدر عن وزارة الاتصالات في وقت سابق أمس، وطالب بوقف بث مباشر من شمال غزة يُظهر تصاعُد الدخان في سماء المدينة، وهو ما رفضت الوكالة القيام به.

وقال رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة الإسرائيلية عضو الكنيست يائير لبيد إن مصادرة معدات أكبر وكالة أنباء في العالم من طرف رجال الوزير شلومو كرعي هو عمل جنوني.

وأضاف لبيد: "هذه ليست قناة ’الجزيرة’ إنما وسيلة إعلام أميركية فازت بـ53 جائزة بوليتزر. إن هذه الحكومة تتصرف كما لو أصابها الجنون".

هذا، وكانت إسرائيل استخدمت القانون الجديد لإغلاق مكاتب شبكة "الجزيرة" القطرية في 5 أيار/مايو الحالي، وفي إطار ذلك تمت مصادرة معداتها وحظر بثّها وحجب مواقعها الإلكترونية.

 

المزيد ضمن العدد