يجب قول الحقيقة للجمهور، الكارثة التي ستحل بنا إذا فتحنا حرباً في الشمال
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • إذا استمررنا في هذا الطريق، فلن نستطيع العودة إلى الوراء، ونحن بالتأكيد نسير إلى داخل الظلمة والكآبة. حالياً، قال نتنياهو لبن غفير في لقاء معه إن الاتفاق الذي تحدّث عنه بايدن لا يشمل وقفاً للقتال، وعملياً، هو يلمح منذ الآن لـ"حماس" إلى أنه عندما نصل إلى وقف القتال، نحن لن نوافق، وبهذا الكلام، يُتوقع أن ترفض "حماس" الصفقة مسبقاً.
  • وكي نفهم حجم المأساة التي نحن فيها، سأقدم إليكم باختصار ما يمكن أن يحدث لنا في حرب شاملة إقليمية، ربما لسنا مستعدين لها بتاتاً، ولا يوجد اليوم من يوجه المواطنين الإسرائيليين كي يستعدوا لها، وهي حرب يمكن أن تحدث بسرعة أكبر كثيراً مما نعتقد، ونحن الآن في خضم حرب تشكل تهديداً وجودياً مباشراً على دولة إسرائيل.
  1. يومياً، سيطلق العدو أكثر من 3000 صاروخ ومسيّرة على الجبهة الداخلية، وعلى التجمعات السكانية، وسيبذل جهده لضرب البنية التحتية القومية، أي محطات المياه والكهرباء والوقود والغاز والمواصلات، والصناعة، بالإضافة إلى معسكرات الجيش في البر والجو البحر، وسيدمر الدولة.

وإن تدمير مستوطناتنا في الشمال هو لا شيء مقارنة بالدمار الذي ستسببه حرب إقليمية شاملة على 6 قطاعات في آن معاً، ومن يتابع الدمار في مستوطنات الشمال، يدرك أنه ليس لدينا دفاع حقيقي في مواجهة صواريخ وقذائف ومسيّرات حزب الله. وليس لدينا رد على إطلاق الصواريخ على إسرائيل في حرب إقليمية واسعة النطاق في الشرق الأوسط، من سورية، وإيران، ومن الميليشيات العراقية الموالية لإيران في العراق وفي اليمن.

  1. في البر، ستنشب الحرب في 6 قطاعات: لبنان، وسورية، والميليشيات الموالية لإيران على حدودنا مع الأردن، والتي يقوم الإيرانيون بإنشائها هناك، وفي الضفة الغربية، وفي قطاع غزة. وهذا من دون الحديث عن مصر التي تحوّل اتفاق السلام معها إلى ورقة غير ذات صلة بالنسبة إليها، ولن تتردد في المشاركة في الاحتفال.

كيف سيتمكن الجيش من القتال على 6 قطاعات في آن معاً على الرغم من خسارتنا في حربنا ضد "حماس"، والتي سببها التآكل الذي طرأ على سلاح البر في العقود الأخيرة.

  1. ليس لدى دولة إسرائيل "النَفَس الطويل" المطلوب في حرب إقليمية شاملة، فهناك نقص شديد في الذخيرة وشتى أنواع السلاح، ونقص لوجستي، وصيانة الجيش جرت خصخصتها، وتسلمتها شركات مدنية، وهي ليست قادرة خلال الحرب على تأمين التزود بالوقود والذخيرة والغذاء والمياه وقِطع الغيار للقوات الحربية...
  2. الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي ستكون هدفاً أساسياً لصواريخ العدو ليست مستعدة لمواجهة حرب إقليمية شاملة. وإن سكان غوش دان الذين يعيشون كما لو أن شيئاً لا يحدث ويواصلون حياتهم الطبيعية ويملؤون المطاعم والمقاهي يذكرونني بركاب سفينة "التايتنيك" وهي في طريقها إلى الاصطدام بجبل الجليد، وأنصح هؤلاء بأن يتحدثوا إلى سكان كريات شمونة الذين بقوا في البلدة وذاقوا طعم القصف الشديد...
  3. على الرغم من هذا كله، لا يزال في إمكاننا تغيير المعادلة، ولدينا حلول قدمتها مع خمسة طواقم من الخبراء شكلتهم إلى كل صناع القرار في الدولة: رئيس الحكومة، والوزراء، ورئيس مجلس الأمن القومي، ورئيس لجنة الخارجية والأمن، والوزير غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هليفي. وكلهم حصلوا على الحلول التي اقترحناها لهم، لكنهم لم يفعلوا شيئاً.

التغيير الفوري للمسؤولين عن تقصير 7 تشرين الأول/أكتوبر من المستوى السياسي والعسكري وتأليف حكومة جديدة هو وحده القادر على إعادة القطار إلى السكة. الوقت قصير ويوجد عمل كثير من أجل الاستعداد للآتي، وإذا لم نبدأ الآن، فمتى؟