نتنياهو وغانتس حصلا على كلمة "أوقفوا الهراء" من بايدن، وعليهما أخيراً أن يزيلا الأقنعة
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
- لقد وصلنا إلى لحظة الحقيقة. أعزائي السياسيين، هذه هي اللحظة التي يجب فيها التوقّف عن الكلام الفارغ. في 7 تشرين الأول/أكتوبر، كشف رئيس الحكومة أمام شعب إسرائيل أننا في حرب، وأننا سننتصر، وفي يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر، شرح أننا "نقاتل كالأسود، ولن ننسى، ولن نسامح. نحن نجنّد دعماً دولياً عظيماً. وأعداؤنا بدأوا فقط بدفع الثمن. وسنفكّك ’حماس‘ ونأتي بالنصر." وفي الحالتَين، لم يذكر نتنياهو المخطوفين. وقبل أن أنسى، فإنه قبل ذلك بيوم، خلال خطابه في الكنيست، أكّد: "لن نوقف جهودنا لإعادتهم." وبعدها، وبسبب الانتقادات بشأن قضية المخطوفين وأنها باتت على الهامش، بدأ رئيس الحكومة التشديد على "كِلا الأمرَين"؛ الانتصار المُطلق (على بُعد خطوة من النصر...) وأيضاً إعادة الرهائن.
- كُل عاقل يعلم منذ اليوم الأول أن الانتصار في الحرب وأيضاً إعادة الرهائن هما خطّان سيصطدم أحدهما بالآخر في نهاية المطاف، وعلى الرغم من ذلك، فقد استمر أغلب السياسيين في ترديد السمفونية. حتى أنه كان هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك، بالقول إن الضغط العسكري وحده يمكن أن يؤدي إلى إعادة الرهائن، وأن "السنوار بات يسمع أصوات الجرّافات فوقه"، واسألوا وزير الدفاع يوآف غالانت، فهو مَن تحدّث عن الجرّافات الخاصة بالجيش منذ شهر كانون الأول/ديسمبر.
- أمّا السياسي الوحيد الذي قال حتّى الآن بوضوح "أعيدوا المخطوفين حتّى لو كان الثمن إنهاء الحرب"، فهو زعيم المعارضة يائير لبيد. صحيح أن أقواله لم تحصل على صدى، وهذا ربما لأنه يُعامَل على أنه غير متمسّك بآرائه بحسب إحدى وسائل الإعلام.
- ومن قام بهز الشجرة، كان رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، ففي خطابه يوم الجمعة الأخير، قال إن إسرائيل وافقت على المقترح، الذي بحسبه سيكون هناك وقف مستمر لإطلاق النار، وخروج الجيش من قطاع غزة في مقابل تحرير الرهائن، وقال: "انسوا الانتصار المطلق"، وأضاف: "المواطنون الفلسطينيون يستطيعون العودة إلى منازلهم." وبكلمات أُخرى: الرهائن في مقابل وقف الحرب. نتنياهو نفسه لم يردّ، وفي بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة باللغة الإنجليزية، قال إن "هذه فقط بداية."
- كان هناك من قال إن نتنياهو صمت لأنه يوم السبت، وآخرون قالوا إنه ينسّق مع الأميركيين، وآخرون قالوا إنه يريد أن يصبح ولداً جيداً ويضمن الدعوة إلى إلقاء خطابه في أميركا. لكن هذه ليست القصة، فهل آن الأوان لأن نمزّق الأقنعة عن وجوه السياسيين ونفهم إلى أين يتجهون؟
- قال أحد أبناء عائلات الرهائن، الذي التقى رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي إن التظاهرات لن تغيّر شيئاً، إنما وحدها استطلاعات الرأي، وحين تم النظر إلى استطلاعات الرأي، لوحظ أنه، فعلاً، لا يُمكن منع الصدام. في شهر كانون الثاني/يناير الأخير، عارض 50% من الجمهور وقف إطلاق نار لمدة 45 يوماً، تم خلالها إعادة الرهائن وتحرير آلاف المخربين. اسألوا الجمهور السؤال نفسه اليوم، وأنا على قناعة بأنه لو كان الحديث فقط عن وقف إطلاق النار، فإن المعطيات ستقفز من 50% إلى 70% وأكثر. إن الرسم البياني يتغيّر: 40% من الجمهور جاهز عملياً لوقف الحرب، من دون انتصار ومن دون السنوار. إذا كان هذا هو الاتجاه في الاستطلاعات، فماذا ستقرر القيادات؟
- أفترض أن نتنياهو، عندما يذهب لإلقاء خطاب في الكونغرس، سيحاول مقارنة نفسه بتشرتشل (وهذا بحد ذاته إنجاز: نتنياهو سيلقي الخطاب الرابع هناك، في الوقت الذي لم يُلْقِ تشرتشل إلاّ 3 خطابات). وسيقول ما معناه: "دم، ومعاناة، ودموع." وبشأن المعاناة، سيقول: "نقاتل حتّى النهاية." وسيقول أموراً أقل بشأن بقية الأشياء، والسؤال هو: "هل سنتوقّف أم لا؟"
- دعكم من نتنياهو قليلاً؛ بعد أيام، سيقوم السياسي الأكثر شعبية في إسرائيل (باستثناء استطلاع واحد للرأي) بتنفيذ تهديده والاستقالة من كابينيت الحرب، ولو طُلب مني كتابة خطاب الاستقالة، لكنت سأفحص أولاً: بني، ما هو رأيك؟ هل سنستمر أم سنتوقّف؟ بعد خطاب الرئيس مُباشرة قُلت إنه يجب أن يجتمع الكابينيت فوراً. ولم نسمع بعد منك ماذا سيحدث حين تصطدم الخطوط. أصدقاؤك، كموفاز وآيزنكوت، قالوا: "كفى يعني كفى." وأنت؟ عندما استقبلوك في الولايات المتحدة قبل رئيس الحكومة بكثير، قلت إن عدم دخول رفح هو كإطفاء حريق بنسبة 80%. والآن، في خطاب التهديد، ادّعيت أنه يجب وضع قضية الرهائن على رأس سلّم الأولويات. إذاً، هل نذهب إلى نتيجة 1:0؟ ولمن؟
- يحق للجمهور أن يقفوا موقفاً شجاعاً. موقفكم، أعزائي القادة، ليس سراً من أسرار الدولة، لدى سكّان الغلاف الحق في سماع ما إذا انتهينا مع الصواريخ، فهل سنحصل فقط على إطلاق صواريخ بوتيرة منخفضة جداً، أم بحسب المصطلح الجديد سنظل نتعرض للقصف حتى "تفرغ المخازن"؟ المقاتلون والمصابون ضحّوا بأعز ما يملكون، ولديهم الحق الكامل في اكتشاف ماذا سيحدث في النهاية: الانتصار أم الرهائن؟ من الصعب التصديق أن هناك خياراً وسطياً آخر. وادعاء أننا سنهاجمهم بقوّة مستقبلاً بعد الاتفاق يبدو أنه هروب من الواقع.
- حالياً، غانتس ونتنياهو يحافظان على الضبابية. لكن إلى متى؟ يبدو أنه حتى الاستطلاع المقبل، أو ربما حين يقوم السنوار ومركز الاستطلاعات في رفح بمنحنا النتيجة.