المعضلة الإسرائيلية في الشمال: الاستمرار في تبادُل الضربات أو التصعيد؟
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

  • جاءت الحرائق التي اندلعت في الشمال على خلفية عملية التصعيد المستمرة في حرب الاستنزاف التي يخوضها حزب الله ضد إسرائيل في الساحة الشمالية منذ 8 أشهر تقريباً. وفي أيار/مايو، وصل عدد هجمات حزب الله إلى ذروة جديدة، سواء على صعيد الحجم أم على صعيد النوعية. وفي المقابل، فإن العمليات المحدودة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي تكبّد حزب الله ثمناً باهظاً أيضاً، وخسائر قاسية في الأرواح والعتاد والبنى التحتية، بالإضافة إلى الخسائر التي يتكبدها سكان الجنوب. لكن هذا الأمر لا يزحزح نصر الله عن سعيه لتزخيم إنجازاته في مواجهة إسرائيل، وفي الوقت عينه، إرهاق الجيش والجمهور الإسرائيليَين، وخصوصاً سكان الشمال الذين جرى إجلاؤهم. وحتى الآن، فإن حزب الله يتمسك بالعلاقة التي أقامها بين انتهاء القتال في غزة ووقف القتال في الشمال، ويبدو أنه ينوي الاستمرار في سياسة الاستنزاف التي اختارها.
  • في وضع كهذا، تقف إسرائيل في مواجهة خيارَين أساسيَين: الأول، هو الاستمرار في تبادُل الضربات سعياً لإيقاع أكبر ضرر ممكن بحزب الله من دون الانجرار إلى حرب واسعة النطاق، وذلك إلى حين التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والذي سيؤدي إلى وقف القتال في الشمال والسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم. أمّا الثاني، فهو المبادرة إلى عملية عسكرية ستؤدي إلى حرب واسعة في الشمال.
  • في الأسابيع الأخيرة، ازدادت الأصوات الداعية في إسرائيل إلى توسيع المعركة في الشمال، مع تزايُد التقدير وسط الجمهور أنه من دون حرب واسعة لا يمكن تحقيق الاستقرار والأمن على الحدود مع لبنان. وإن نصر الله الذي يتباهى بمعرفته بالمنظومة الإسرائيلية، يخطئ عندما يظن أن إسرائيل ليست مستعدة لحرب شاملة، وهو يسير على حبل رفيع من دون أن يدرك أن إصراره على الاستمرار في الهجمات بالصورة الحالية يمكن أن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق لا يرغب فيها.

 

 

المزيد ضمن العدد