من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور إسرائيل إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كرر في الاجتماع الذي عقده معه أمس التزامه بمخطط الصفقة التي عرضها الرئيس بايدن. وأضاف أن بيان "حماس"، الذي أعلنت فيه قبول قرار مجلس الأمن، "يثير الأمل"، لكنه شدد على أن الرد الأهم هو الذي سيصل من زعماء "حماس" في غزة. وأشار إلى أن المحادثات بشأن "اليوم التالي" ستستمر في الأيام المقبلة.
وكان بلينكن وصل يوم الاثنين إلى إسرائيل، حيث التقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وهدف زيارته الدفع قدماً باقتراح صفقة تحرير المخطوفين ووقف الحرب، والذي لم يحظَ برد رسمي من "حماس" حتى الآن. وتفكر إدارة بايدن في إجراء مفاوضات منفصلة مع "حماس" بشأن إطلاق المخطوفين الذين يحملون الجنسية الأميركية، في حال فشلت الصفقة. وردّاً على ذلك، جاء من ديوان رئيس الحكومة أن إسرائيل "تبارك أيّ محاولة لإطلاق المخطوفين".
وذكر ديوان رئاسة الحكومة أنه شارك في الاجتماع بين نتنياهو وبلينكن كلٌّ من وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ومستشار وزارة الخارجية الأميركية دريك كولت.
وخلال الاجتماع، حذّر بلينكن نتنياهو من أنه إذا فشلت صفقة المخطوفين التي تدفع بها الإدارة الأميركية قدماً، فمعنى ذلك الانهيار الكامل لكلّ أطر الوساطة من أجل عقد الصفقة. كما شدد على أن الإدارة لن تتنازل في أيّ مرحلة من المراحل عن إمكان إعادة المخطوفين، لكنها قلقة جداً من عدم تحقُّق خرق، حتى بعد مرور أسبوعين على خطاب الرئيس بايدن في هذا الشأن.
مصدر دبلوماسي مطّلع على تفاصيل المحادثات بين الإثنين قال إن بلينكن أوضح لنتنياهو أن الإدارة تواصل اعتبار "حماس" العقبة الأساسية أمام التوصل إلى اتفاق، لكنه أعرب عن خشيته من تأثير التغييرات السياسية الأخيرة في إسرائيل، وخصوصاً استقالة بني غانتس وغادي أيزنكوت من الحكومة، في الاتصالات من أجل التوصل إلى اتفاق. وكانت الإدارة تعتبر غانتس وأيزنكوت أهم مؤيدَين للصفقة في داخل الحكومة. وتتخوف الإدارة الآن من أن يؤدي خروجهما من الحكومة إلى انتهاج خط أكثر تشدداً من جانب إسرائيل، وإفشال الصفقة التي عرضها بايدن وسبق أن حظيت بموافقة "كابينيت الحرب".
وعرض بلينكن على نتنياهو إمكان استغلال صفقة المخطوفين من أجل تحسين وضع إسرائيل الاستراتيجي، والتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب في الشمال مع حزب الله، وفي الوقت عينه، تعزيز اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية. وكانت الإدارة أكدت حدوث تقدّم كبير في المحادثات بين الرياض وواشنطن، وأن العائق الأساسي في الوقت الراهن أمام التوصل إلى اتفاق ثلاثي بين السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل، هو معارضة الحكومة الإسرائيلية تقديم تنازلات بشأن الموضوع الفلسطيني. ونتيجة ذلك، تدرس الإدارة التوصل إلى اتفاق منفرد ومحدود مع السعودية، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام انضمام إسرائيل إلى مثل هذا الاتفاق عندما تكون هذه الأخيرة مستعدة لإبداء مرونة أكبر في التعامل مع المطالب السعودية المتعلقة بالموضوع الفلسطيني.
ومن المفترض أن يلتقي بلينكن، اليوم، بني غانتس الذي ما زال يُعتبر، رسمياً، عضواً في الحكومة، حتى دخول استقالته حيز التنفيذ ليل يوم الثلاثاء. لا تنوي الولايات المتحدة التدخل في السياسة الداخلية الإسرائيلية، لكن بلينكن يحرص على ضمان تأييد رئيس المعسكر الرسمي لصفقة مستقبلية للمخطوفين عندما يصبح في صفوف المعارضة، للتأكد من نيل الصفقة، التي تحاول الإدارة الدفع بها، الأغلبية في الكنيست، في ظل الواقع السياسي الجديد في إسرائيل.