صفقة مخطوفين تمنع دمار إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • كوني كنت قائداً سابقاً للمنطقة الجنوبية، فإنني أعرف جيداً الأرض في قطاع غزة وأوضاع القتال هناك، وكوني كنت نائباً لرئيس الأركان، فأنا أعرف جيداً القدرات العملانية وجاهزية المؤسسة الأمنية، وبصفتي وزيراً سابقاً للجبهة الداخلية المدنية، وحالياً، رئيس حركة "قادة من أجل أمن إسرائيل"، فإن الوضع الحالي يفرض عليّ القول بصوت عالٍ وحازم، إن صفقة تبادُل المخطوفين المطروحة هي الأمر الصحيح حالياً، بالنسبة إلى دولة إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، إذا تراجع رئيس الحكومة عن قراراته تحت ضغط أوساط سياسية مسيانية متطرفة، فإنه سيُلحق ضرراً كبيراً بالأمن القومي الإسرائيلي، وسيدفع نحو انهيار مدمّر، أمنياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً. وسيقودنا بأعين مفتوحة إلى دمار دولة إسرائيل، كدولة يهودية ديمقراطية قائمة على المساواة.
  • لقد قال الرئيس بايدن، على طريقته الخاصة وبصورة ضمنية، ما يدركه كثيرون هنا: رئيس الحكومة "رهينة" حاجته إلى البقاء الشخصي، وهو عن قصد أو غير قصد، أسير الوزراء المسيانيين. ونتنياهو الذي يُعتبر الكذب فنّه الشخصي، يمكن أن يتخلى عن فرصة تحقيق انتصار استراتيجي حقيقي: إعادة المخطوفين، التي تُعتبر قيمة عليا وإنجازاً أخلاقياً إسرائيلياً يهودياً دائماً، وإنشاء حلف إقليمي استراتيجي تاريخي ضد العدو الوجودي لإسرائيل، أي إيران.
  • هذا الحلف يمكن أن يحمل لنا علاقات سلام وأمن مع السعودية والإمارات الخليجية، ويعزز العلاقات السلمية مع مصر والأردن، ويُخرجنا من غزة بصورة منتظمة ومسيطَر عليها، مع المحافظة على قدرة أمنية لضمان أمن سكان "غلاف غزة" بصورة مطلقة، ومنع "الإرهاب" من غزة، وخلق فرص حلّ سياسي مع السلطة الفلسطينية، والانفصال عن الفلسطينيين في الضفة الغربية، وفي غزة. بالتأكيد، إنها طريق مليئة بالمخاطر، لكن فوائدها كثيرة. اختيار حلف إقليمي استراتيجي  يمكنه منع غرق إسرائيل العقيم في الوحل الغزّي على الطريقة اللبنانية. وبهذه الطريقة، نمنع كارثة اقتصادية وسياسية واجتماعية، مع المحافظة على قيم الديمقراطية، وعلى دولة إسرائيل، كدولة يهودية وديمقراطية.
  • خط واحد يربط بين تطرُّف السيكريكيم [متعصبون متطرفون في زمن الهيكل الثاني] ودمار الهيكل الثاني، وبين التطرف المسياني لكهانا والمؤيدين له؛  وبين التنظيم السري اليهودي [تنظيم إرهابي يهودي نشط خلال الفترة 1979-1984، وهو المسؤول عن محاولة اغتيال رؤساء البلديات العربية بسام الشكعة وكريم خلف وإبراهيم الطويل في سنة 1980]، وبين القاتل باروخ غولدشتاين الكهاني [مرتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي في سنة 1994]، وبين الحركات المسيانية التي تنشط اليوم تحت اسم "الصهيونية الدينية" وأمثالها. إن إحياء الرؤيا المشعوذة للمسيح الدجال التي يقودها، سياسياً، الوزيران بن غفير وسموتريتش، بتوجيهات من حاخامين معروفين، ليست سوى تعبير عن توق المتطرفين وثقتهم بإمكان ضمّ قطاع غزة وأراضي الضفة الغربية، ومحو السلطة الفلسطينية من العالم، حسبما تشرح خطة "الحسم" لسموتريتش (2017). إنها رؤيا حرب "يأجوج ومأجوج" وبناء الهيكل فوق حرم المسجد الأقصى، وتوق مسياني إلى أن الله سيهبّ لنجدتنا، وهو الذي لم ينجح في ذلك، عندما جرى تدمير الهيكل الأول والثاني.
  • أنا وكل زملائي في حركة "القادة الأمنيين" نقول إنه يجب على كل أم عبرية وضعت ابنها بين يدي الذين من المفترض أن يقودوه، عسكرياً وسياسياً،  تعرف أننا نقاتل من أجل "الحق"، وليس من أجل بقاء السياسيين الفاشلين المستعدين لبيعنا من أجل البقاء على كراسيهم، ولا من أجل جنون العظمة لزعماء الحركات المسيانية التي تعتبر حرب "يأجوج ومأجوج" رؤيا للحل الإلهي والسبيل إلى تحقيق دولة الشريعة من البحر إلى نهر الأردن، وربما حتى نهر الفرات.
  • يجب أن نبذل كل شيء، كل شيء، من أجل فتح باب الأمل المطروح أمامنا. كما يجب قطع الطريق على الانتحار الوطني وتدمير دولة إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية. إنها لحظة تاريخية تقدّم لنا فرصة غير مسبوقة من أجل تحقيق انتصار يعبّر عن قيمنا وهويتنا  الحقيقية.