من دون العرب، لا يمكن قيام ائتلاف اليسار
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- مع استقالة بني غانتس من الائتلاف، بدأ السباق نحو تقديم موعد الانتخابات. ظاهرياً، يبدو أن النضال من أجل إسقاط الحكومة هو شأن يهودي- صهيوني فقط، سببه التقصير في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكن هذا ليس السبب الوحيد فقط.
- الجمهور العربي، أو بالأحرى مَن يمثلونه، هم لاعبون مركزيون في هذه القضية، على الرغم من أنه من الشائع الاعتقاد أنه فقط في التصويت على حجب الثقة عن الحكومة، هناك حاجة للحصول على أصوات أعضاء الكنيست العرب.
- في موضوع إسقاط الائتلاف الحكومي، لا يوجد وزن لممثلي 20 % من المواطنين في الدولة، لأنهم لا يشكلون جزءاً من أيّ ائتلاف. وحتى عندما كانوا يشكلون جزءاً من هذا الائتلاف لمدة سنة ونصف [إشارة إلى مشاركة منصور عباس، زعيم "القائمة العربية الموحدة" في حكومة التغيير في سنة 2021]، كانوا أشبه بـ "الغرباء"، ولم يتقبّلهم الرأي العام الإسرائيلي. وفي الواقع، إن التحسين الموهوم لمكانتهم تسبب بنزع الشرعية عنهم، والاهتمام الزائد بهم تسبب بتضخُّم الحجج التي تتهمهم بـ" تأييد الإرهاب". بعد سقوط حكومة بينت- لبيد، عاد النواب العرب في الكنيست إلى مقاعد المعارضة، وأصبح الوضع نوعاً من الستاتيكو، وهذا يجب ألّا يستمر.
- استقالة غانتس من الحكومة، وانضمامه مرة ثانية إلى المعارضة يفتحان الباب أمام فرصة جديدة، لكن ثمة شك في أن المعارضة المنقسمة والمشرذمة ستنجح في استغلال الفرصة، وهو ما يؤدي إلى تعزيز الائتلاف الحالي. يتعين على قادة المعارضة العمل ككتلة واحدة ومعهم العرب، وممنوع إقصاء ممثلي الجمهور العربي وعدم التنسيق معهم، أو الاستمرار في الاجتماع بأعضاء الكنيست العرب في العتمة، وفي الخفاء. فالأكيد أنه من دون أصوات أعضاء الكنيست العرب، لن تستطيع المعارضة إسقاط الحكومة، وبالتأكيد، لن تتمكن من تشكيل ائتلاف جديد بعد الانتخابات.
- الآن، نحن بحاجة إلى زعيم قادر على توحيد المعارضة والجمهور حول هدف أساسي واحد: تأليف حكومة بديلة تمثل كل مواطني الدولة ومعهم العرب أيضاً، ومن أجل قيادة إسرائيل إلى مكان آخر أكثر استقراراً، يؤدي إلى الأمل بالسلام والاستقرار في الدولة والإقليم.
- يتوقع الجمهور العربي من زعمائه أن يكونوا براغماتيين، وأن يطرحوا طريقاً جديدة، وهذه فرصة ذهبية للمعارضة لكي تتوجه إلى الجمهور العربي بصورة مباشرة. وإذا لم تفعل ذلك، ولم تنسّق مواقفها مع الممثلين الحاليين للجمهور العربي، فيجب عليها، على الأقل، أن تقدم أملاً حقيقياً للجمهور العربي، لأنه في إمكاننا القول إن أزمة الزعامة في المجتمع العربي أكبر كثيراً من أزمة الزعامة في المجتمع اليهودي.
- هذا ليس سهلاً، الزعماء الحقيقيون يُختبرون في أوقات الأزمة، ونحن نواجه إحدى أصعب الأزمات التي عرفناها في العقود الأخيرة. لا يوجد مواطن واحد، يهودياً كان أم عربياً، لم يختبر صعوبة الأشهر الثمانية الأخيرة. لكن في كل أزمة فرصة، والفرصة المتاحة لنا اليوم، يمكن أن تقودنا إلى مكان مختلف تماماً، حيث يمكن لليهودي أن يشبك يديه مع العربي ويناضلان معاً من أجل مجتمع عادل أكثر مساواةً وتسامحاً وصبراً.