أسلوب نتنياهو في إدارة الدولة أفلس، وبات يشكل خطراً على أمنها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال تشارلز براون، قدم أمس توقعاً غير مشجع بشأن حرب محتملة بين إسرائيل وحزب الله.  جاء ذلك بعد أيام قليلة من تحدُّث مصادر مجهولة في إدارة بايدن عن تقديم كل مساعدة أمنية يطلبها الجيش الإسرائيلي، إذا بدأت الحرب مع لبنان. لقد أوضح براون في مقابلة أُجريت معه أن هذا الأمر غير بسيط، وقال للصحافيين إن عملية عسكرية إسرائيلية ضد حزب الله يمكن أن تؤدي إلى تدخُّل إيراني لمصلحة الحزب الشيعي، إذا شعر الإيرانيون بخطر حقيقي. وأضاف أنه في مثل هذه الحالة، لن تتمكن الولايات المتحدة من الدفاع عن إسرائيل دفاعاً كاملاً، لأن كتلة الصواريخ القصيرة المدى التي يملكها الحزب ستشكل تحدياً كبيراً جداً.
  • قارن براون في المقابلة بين التهديد الذي يمكن أن تواجهه إسرائيل في الحرب ضد حزب الله، وبين التصدي لهجوم 330 مسيّرة وصاروخاً إيرانياً في 14 نيسان/أبريل هذا العام. كان لدى الأميركيين في ذلك الهجوم أسبوع تقريباً للاستعداد والتنسيق مع إسرائيل، ومع دول أُخرى، من أجل الاستعدادات الدفاعية. وكانت النتيجة نجاحاً كبيراً في اعتراض الهجوم. لكن هذا يختلف عن هجوم مشترك بين إيران وحزب الله، يمكن أن يحاول الإيرانيون من خلاله إرسال عدد أكبر كثيراً من الأسلحة، فضلاً عن الترسانة الصاروخية التي تتعدى المئة ألف صاروخ وقذيفة لدى حزب الله. ومن أجل مواجهة ذلك، المطلوب استعداد واسع النطاق، ومن غير المؤكد أن تحصل الولايات المتحدة على إنذار مبكر، سواء بدأت الحرب نتيجة هجوم إسرائيلي، أو هجوم من لبنان. إذا نشبت الحرب فجأة، فإن الأمور ستستغرق وقتاً، حتى لو كان لدى الإدارة الأميركية كل النيات الجيدة في العالم.
  • ينضم كلام رئيس هيئة الأركان الأميركي إلى الجدل المستمر بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة نتنياهو بشأن موضوع التسلح. لقد انتقد نتنياهو الإدارة، علناً، مرتين خلال يومين، بسبب تأخير مقصود في شحن 3500 قذيفة إلى سلاح الجو، إلى جانب البطء البيروقراطي (المقصود) في إرسال شحنات أُخرى. لا يعرف البنتاغون الإجراءات بدقة. لقد بذل جهداً خاصاً في الأشهر الأولى لكي يزود إسرائيل بكل ما طلبته بأقصى سرعة ممكنة، حتى في ظل النقص العالمي في وسائل القتال، وفي المواد الناسفة. كلام براون وتصرفات بايدن، وكذلك الكونغرس، كلها لها علاقة بفكرة واحدة: خوف الولايات المتحدة من نشوب حرب لا يمكن السيطرة عليها بين إسرائيل وحزب الله. وهذا لا يساعد إسرائيل على أن تكون في موقف استهلالي مريح لإطلاق الطلقة الأولى. عندما تدعو الحاجة، سيتجنّد الأميركيون إلى جانب نتنياهو، لكنهم لا يضمنون نتيجة سريعة، أو كاملة.
  • نتنياهو الذي يتهرب من إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ بداية الحرب، خرج عن عادته أول أمس، وزار استوديوهات القناة 14 المؤيدة له، كان يتوقع منه مضيفوه أن يشنّ هجوماً نارياً يضع أخصامه في مكانهم، لكنهم لم يحصلوا على ذلك. لم يتعهد نتنياهو البدء بحرب ضد لبنان، لكنه قال إنه لن يجري التوصل إلى اتفاق يبقي على النار هناك، وبعد انتهاء القتال في رفح، سينشر الجيش قوات دفاعية في الشمال، وربما هجومية لاحقاً.
  • الخطر الأساسي الآن لاندلاع حرب في لبنان هو حدوث سيناريو نتيجة سوء في الحسابات، مثل مقتل عدد كبير من المقاتلين، أو المدنيين من الطرفين، أو تخوّف أحد الطرفين من هجوم مفاجىء يشنّه الطرف الثاني، يؤدي إلى بدء هجوم استباقي قبل الأوان. ويبدو أن هذا ما يُقلق الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
  • في الخلفية، هناك المسألة الإيرانية. الوزير ورئيس هيئة الأركان السابق غادي أيزنكوت (من المعسكر الرسمي) كشف أمس في خطاب له في مؤتمر هرتسليا ما كان يجري التلميح إليه في عدد من وسائل الإعلام الغربية. إيران لا تقوم فقط بالدفع قدماً بتخصيب اليورانيوم ضمن إطار برنامجها النووي، بل هناك دلائل أولية تشير إلى إعادة تحريك "مجموعة سلاح"، مثل إنتاج رأس نووي للصواريخ البعيدة المدى، وإنتاج سلاح نووي حقيقي. وأضاف أيزنكوت أن "الإيرانيين وصلوا إلى مكان متقدم جداً. وهذا يجب أن يذكّرنا بأنه يجب علينا النظر إلى الصورة الواسعة، وأن نفهم أنه لا توجد حلول معجزة في مكان واحد. وهذه الحرب ستكون طويلة جداً".