سموتريتش لم يتخلّ بعد عن حلم ضم الضفة الغربية. العملية السياسية للتوصل إلى حل باتت ضرورة واجبة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • قد يكون بتسلئيل سموتريتش مسيانياً مهووساً، لكنه يدرك أمراً صحيحاً، وهو أن الحرب في غزة هي في الواقع حرب تتعلق بمصير الضفة الغربية ومستوطنيها. والاتفاق على استعادة المخطوفين ووقف الحرب من شأنه تحريك إطلاق عملية سياسية مع الفلسطينيين. يعتبر سموتريتش وشركاه الأمر كارثة. لذا، هو يعارض مع بن غفير الصفقة بصورة قطعية، وطوال الوقت، لهذا السبب يريدون رؤية غزة مدمرة ومحتلة.
  • في مؤتمر سرّي عُقد هذا الشهر، قال سموتريتش لجمهور المستوطنين (بحسب صحيفة "نيو يورك تايمز" التي تملك تسجيلاً لخطابه): إن الحكومة تقوم بالدفع في اتجاه تغيير لا رجعة عنه في إدارة الضفة، بحيث يتم نقل السيطرة من الجيش إلى أيدٍ مدنية، من المستوطنين. والانتقال من حالة الاحتلال العسكري "الموقت" إلى حالة ضم مدني دائم. وبهذه الصورة، ستكون للمستوطنين سيطرة تامة على مسائل البناء في المستوطنات، وسيطرة أفضل على مسألة هدم منازل الفلسطينيين، إلى جانب ضمان مبالغ هائلة من الميزانية الأمنية لحراسة المستوطنات. الهدف من هذه الخطوة، حسبما أعلن سموتريتش، هو إحباط فرصة إقامة دولة فلسطينية بصورة نهائية. وقد قال سموتريتش في التسجيل "أنا أقول لكم، إن الأمر هائل جداً. مثلُ هذه التغييرات سيغيّر الشيفرة الوراثية للنظام"، كما قال إن نتنياهو على عِلم بالخطة ويتعاون معها بصورة تامة.
  • سموتريتش على حق في ربطه الحرب بمصير الضفة الغربية، لكن أيّ شخص لا يشاركه مواقفه العنصرية المسيانية المتطرفة يجب أن يخلص إلى النتيجة المعاكسة لِما طالب به: يجب التوصل إلى اتفاق مع "حماس"، ويجب إعادة المخطوفين، ويجب وقف الحرب والبدء بالعملية السياسية، وهي عملية ستكون طويلة، وتنطوي على تنازلات مؤلمة، لكنها تشكل أملنا الوحيد.
  • هذا أيضاً هو الخيار الذي يريده معظم سكان غزة. فبحسب استطلاع أجراه مركز AWRAD، ونُشرت نتائجه هذا الشهر، فإن 77% منهم يؤيدون حلّ الدولتين (39% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يعبّرون عن موقف مماثل)، في حين أن 84% من سكان غزة يؤيدون إطلاق عملية سياسية كبرى في اتجاه إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الإسرائيلية (في مقابل 51% في الضفة).
  • البديل من ذلك حُكم عسكري إسرائيلي في غزة، يحول جنود الجيش الإسرائيلي إلى أهداف لرصاص الغزيين. وسيستمر الأمر على مدار سنوات: سيكون جنودنا أهدافاً لحرب العصابات. كما كانت عليه الحال في لبنان، وفي فيتنام. في مثل هذه الحالة، لن نجد أيّ جهة عربية أو دولية تمدّ لنا يد العون، وقدرات "حماس" على التعافي ستكون عالية، مع مخزون لا ينتهي من العناصر الجديدة، اليائسة. وفي استطلاع أجراه مركز خليل الشقاقي، والذي نُشر مؤخراً، فإن 80% من الغزيين قالوا إن أحد أفراد أسرتهم قُتل أو جُرح في الحرب.
  • من المرجح أن يشمل هذا الخيار أيضاً نشوب حرب في الشمال، وتصعيداً في الضفة الغربية، وخطراً حقيقياً على معاهدات السلام الموقّعة مع الأردن ومصر. علاوةً على ذلك، هذا سيعني، عملياً، أن اليهود سيصبحون أقلية في البلد الذي سيشمل أيضاً غزة والضفة الغربية التي تم ضمها.
  • يتعين على كل إسرائيلي عاقل، لا تنطلي عليه أوهام اختفاء الفلسطينيين التي يتغنى بها اليمين المتطرف، أن يدرك أن الخيار الأول: اتفاق من أجل استعادة المخطوفين وإطلاق عملية سياسية، هو الخيار الوحيد. هذا هو الخيار الوحيد الذي يحمل في طياته معنى "الانتصار على حماس"، فعدوّ "حماس" الحقيقي، كما هو عدو سموتريتش وبن غفير ونتنياهو، يتمثل في الحل السياسي.