من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
نقلت إسرائيل هذه الليلة (الاثنين) رسالة إلى الولايات المتحدة تتعلق بما قاله نتنياهو في المقابلة التي أجرتها معه القناة 14 بشأن صفقة المخطوفين، تفيد بأن هذا الكلام لا يمثل تغييراً في الموقف الإسرائيلي من الموضوع. وكان نتنياهو قال أمس إنه مستعد لتوقيع صفقة جزئية مع "حماس"، يستعيد في إطارها قسماً من المخطوفين المحتجزين في قطاع غزة، لكنه تعهّد مواصلة الحرب بعد فترة الهدنة الإنسانية.
وصلت الرسالة الإسرائيلية، بعد أن أعرب عدد من المصادر الرفيعة المستوى في الإدارة عن خيبة الأمل بكلام نتنياهو، وحذّر هؤلاء من أن هذا الكلام يُلحق ضرراً حقيقياً بمحاولة التوصل إلى صفقة لتحرير المخطوفين الإسرائيليين. رسالة التهدئة الإسرائيلية لم تقنع عدداً من كبار المسؤولين الأميركيين الذين قالوا إن كلام نتنياهو استغلته "حماس" لتحسين وضعها في الساحة الدولية.
ما زالت الإدارة الأميركية تعتبر أن "حماس" هي العقبة الأساسية على طريق الاتفاق، وانتقد مسؤولون رفيعو المستوى ردّ الحركة على مخطط الصفقة التي قدمها الرئيس بايدن قبل 3 أسابيع. كما أعربت الإدارة عن غضبها حيال التحفظات التي قدمتها "حماس" عن المقترح الأميركي، على الرغم من حصوله على الموافقة الإسرائيلية، الأمر الذي أوصل المفاوضات إلى حائط مسدود. ومع ذلك، فإن كلام نتنياهو عن نيته استئناف الحرب في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة، أثار غضباً كبيراً في البيت الأبيض، وفي وزارة الخارجية الأميركية.
وقال أحد كبار المسؤولين الأميركيين لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى التقاه بعد كلام نتنياهو، إن "حماس" هي "مشكلة كبيرة، لكن رئيس حكومتكم يؤذي الاتصالات". وأضاف أن إدارة بايدن وظفت جهداً كبيراً في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لممارسة ضغط دولي على "حماس" من أجل قبول الاتفاق، من خلال مصر وقطر، وأعرب عن تخوّفه من أن يخفف كلام نتنياهو الضغط على "حماس"، ويساعدها على الادّعاء أن الحكومة الإسرائيلية نفسها لا تلتزم بالاتفاق.
في غضون ذلك، تراجع رئيس الحكومة عن الكلام الذي قاله يوم الأحد، وأعلن أنه يلتزم المقترح الإسرائيلي الأخير بشأن صفقة مع "حماس"، والذي عرضه الرئيس الأميركي بايدن علناً، وباركه. وأشارت مصادر مطّلعة إلى أن نتنياهو أراد إصلاح الضرر الذي تسبب به كلامه، لكن هذه المصادر أضافت أن كلامه السابق خرّب بصورة فعلية تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة التي كان من المفترض أن يُطلق فيها سراح النساء والمرضى وكبار السن. وشدد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى على أن كلام نتنياهو هو بمثابة "اغتيال" لتنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة.