الجمهور يريد يميناً جديداً، وحقيقياً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • هناك شعور داخلي لدى وسائل الإعلام بأن الانتخابات تقترب، واستطلاعات الرأي تزداد. وفي استطلاع الرأي الأخير الصادر عن صحيفة "معاريف" مثلاً، تحصل المعارضة على 62 مقعداً، في الوقت الذي لا يحصل ائتلاف نتنياهو إلا على 48 مقعداً. "المعسكر الرسمي" يتصدر مع 23 مقعداً، بينما يحصل حزب "يوجد مستقبل" على 16 مقعداً، وحزب "إسرائيل بيتنا" على 14 مقعداً. وفي استطلاع "القناة 13"، تتسع الفجوة بين غانتس ونتنياهو أكثر - 25 مقعداً في مقابل 21 مقعداً، وهذا ما يتكرر في جميع المحطات التلفزيونية تقريباً.
  • هل تعكس هذه النتائج الخلاف الحقيقي في الآراء - يمين ويسار - لدى الجمهور؟ يبدو واضحاً (وغير مفاجئ) أن الإجابة كلا. ففي استطلاع "القناة 13"، يظهر مؤشر مُقلق: حزب بزعامة أفيغدور ليبرمان مع نفتالي بينت وجدعون ساعر ويوسي كوهين، سيحصل على ما لا يقل عن 34 مقعداً (وبحسب القناة 12، يحصل فقط على 25 مقعداً). ومن المتوقع أن يواجه "المعسكر الرسمي"، بطل استطلاعات الرأي، نزوحاً جماعياً للمقاعد، خسارة 10 مقاعد لمصلحة معسكر ليبرمان - بينت. هذا في الوقت الذي سيخسر لبيد ما بين 4 و6 مقاعد، حتى إن يائير غولان، مخلّص حزبَي "ميرتس" و"العمل"، يخسر مقعداً أو اثنين لمصلحة اليمين الجديد. إذاً، ماذا عن هذا المعسكر الواعد؟
  • حتى لو تحقق 75% من التوقعات، فإنه يعبّر عن اتجاه واضح - وهو معطى ثابت تقريباً منذ كارثة "أوسلو" (الذي وصل إلى ذروته بعدما حدث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر): لقد نضج الجمهور الذي تم إقناعه، على الرغم من المخاوف، باختيار طريق التنازلات التي تفضي إلى دولة فلسطينية "مُحبة للسلام"، وتوصلت أغلبيته إلى الاستنتاج الصحيح أن معادلة "الأرض في مقابل السلام" هي معادلة وهمية؛ وأوهمته القيادة السياسية صاحبة الرؤية المسيانية، بأن "الرؤية" أدت إلى كارثة تلو أُخرى - حتى وقعت الكارثة الأكبر والأسوأ. إلّا إن المسيانيين مستمرون في رؤيتهم، الآن أيضاً، بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر - بعد عشرات الأعوام من أنهار الدم التي سالت بسبب أخطائهم.
  • يبدو أن العنوان "الطبيعي" لخائبي الأمل من المسيانية اليسارية، يجب أن يكون "الليكود"، لكن هذا الحزب مع سلسلة القيادة الفاسدة، شخصياً وقيمياً وسياسياً، وبصورة خاصة أيديولوجياً، مثل أريئيل شارون وإيهود أولمرت ونتنياهو، ضلّ الطريق وفقد البوصلة. في غضون ذلك، لا تزال الأحزاب الدينية القومية ملتزمة طريقها، إلّا أنها فشلت، ولم تبدّل قياداتها. لا يوجد قائد حقيقي يستحق الدعم هناك، ولم يبرز أيّ قائد من أوساطها. هذا هو أحد التفسيرات للفرص الكثيرة التي يمكن أن يمنحها هؤلاء لليبرمان، أو بينت، أو ساعر، أو كوهين.
  • هؤلاء الأربعة ليسوا من دون عيوب - لدى ليبرمان عيوب أخطر في تصرفاته الشخصية والعامة. الجمهور يعرف هذه الحقيقة جيداً، ومستعد لمسامحتهم بشرط أن يتغلبوا على نزواتهم، وأن يقوموا بخطوة شجاعة وقيادية ذات رؤية، تُخرج الدولة من الطريق المسدود التي قادها نتنياهو إليها. سيكون هناك شكوك بشأنهم من اليسار واليمين - لكنهم غير مقيّدين بالقيود التي تعيق أغلبية منافسيهم، ولذلك، يمكن أن ينجحوا في قيادة مسار قادر على تأليف حكومة وحدة وطنية (وضمنها الليكود، من دون نتنياهو رئيساً للحكومة)، ويتضمن هذا المسار كافة مركّبات المعسكر الصهيوني.
  • إن أردتم فقط، "فهذا كله ليس أمنية، أو حلماً، بل هو حقيقي كضوء الشمس في ساعات الظهيرة".
 

المزيد ضمن العدد