10-12 عضواً عربياً في الكنيست يمكنهم أن يشكلوا جسراً لعبور غانتس إلى رئاسة الحكومة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • تركز استطلاعات الرأي السياسية على مسألة "مع نتنياهو، أو ضد نتنياهو". واستناداً إلى معظم الاستطلاعات، يشير الوضع الحالي إلى عدم وجود فرصة في ترؤس نتنياهو الحكومة المقبلة. بينما تفيد الاستطلاعات الأقل حماسةً بأن هناك فرصة لنتنياهو في منع معارضيه من تشكيل ائتلاف حكومي، وجرّ الدولة إلى جولة انتخابية أُخرى. والسؤال الذي لا يقلّ أهميةً عن ذلك، هو عن رئيس الحكومة المقبل إذا خسر نتنياهو؟  حتى وقت قريب، كان الجواب بني غانتس، بعد حصوله على ما بين 35 و45 مقعداً. لكن اليوم، هذا ليس واضحاً البتة.
  • ستكون المنافسة الأساسية بين بني غانتس وبين رئيس حزب اليمين الجديد، إذا جرى تشكيله. أوساط نفتالي بينت وجدعون ساعر تقول إنه لن يكون هناك مشكلة: مَن لديه فرص أكبر، سيكون الأول. حتى اللحظة، يبدو أن حزب بينت ساعر - يوسي كوهين يضمن حصول بينت على المركز الأول. انضمام أفيغدور ليبرمان إليهم سيُحدث مشكلة، لأن ليبرمان لا يقبل أن يأتي في المرتبة الثانية. لكن قدرة ليبرمان على تشكيل ائتلاف معدومة تقريباً، فالحريديم لن ينضموا إليه، وليس لديه شركاء طبيعيون، لكنه سيعود إلى منصبه كمتوّج الملوك، وسيقرر مَن سيكون رئيس الحكومة. وعلى الأرجح، سيتوجه أكثر نحو اليمين، وجهته الطبيعية.
  • العبء على غانتس أكبر. فهو مضطر إلى الحصول على تأييد يائير لبيد [زعيم حزب "يوجد مستقبل"]، واستناداً إلى وضع العلاقات بينهما، من غير المؤكد ألّا يختار لبيد بينت. من المحتمل أن يجد جمهور لبيد صعوبة في قبول هذا الاختيار، لكن لبيد يمكنه الادعاء أن غانتس سيتنازل لبينت، مثلما فعل هو في المرة السابقة. وما من فرصة لغانتس من دون وقوف لبيد إلى جانبه. رئيس حزب العمل يائير غولان في وضع محيّر. إن عدم احترامه لغانتس لا يوازيه سوى استيائه الكبير من بينت. لكن لا خيار أمامه، وسيكون عليه الانضمام إلى أيّ حكومة، وسيطلب منه جمهوره تأييد غانتس.
  • المعضلة الكبيرة التي سيواجهها غانتس هي: هل سيستمر في مقاطعة نتنياهو. لقد سبق لجدعون ساعر أن أعلن أن مقاطعة نتنياهو لم تعد ذات دلالة بعد 7 أكتوبر. لا يحب غانتس فكرة المقاطعات، وقبل 3 أسابيع، جلس مع نتنياهو. من جهة أُخرى، ما الفارق بين نتنياهو وبين بينت ورفاقه؟
  • الفرصة الحقيقية في انضمام بينت إلى حكومة نتنياهو توازي الصفر. آثار آلة السموم لا تزال محفورة فيه. أمّا ساعر، فقد أظهر، أكثر من مرة، أنه قادر على مقاومة إغراءات نتنياهو، لكن السؤال، ماذا سيقولان الآن لجمهورَيهما؟
  • في إمكان غانتس التلويح بالقول إنه قادر على جلب الحريديم. قبل بضعة أيام، أثنى على آرييه درعي [زعيم حزب شاس]، وذكّر بالأحلام الوهمية لشمعون بيرس، التي تعود إلى أيام غير جيدة. المنافسة بين غانتس وبينت يمكن أن تخلق وضعاً حتى حلول الانتخابات والتخلص من نتنياهو، سيبدأ السباق على الحصول على تأييد الأحزاب الحريدية. ليس لأن هذه الأحزاب مهمة من أجل تشكيل الائتلاف، بل لأن كلاً من غانتس وبينت سيعتمد على الحريديم من أجل الوصول إلى منصب رئاسة الحكومة. وخلال هذا السباق، سيبيعون قانون التجنيد والمخصصات وكل ما هو على الطريق.
  • وضع منصور عباس مثير للاهتمام ومحزن في الوقت عينه. كل الزعماء في المنظومة السياسية الذين يتسابقون على "اليوم التالي للحرب" يغدقون عليه الثناء، ويقولون إنه الشخص الحقيقي، لكنهم يعلنون، بحزن، أن نتنياهو نجح في حرقه على الصعيد الجماهيري، ومن المستحيل ضمّه إلى الحكم فعلاً. غانتس مضطر إلى النأي بنفسه عن هذا الموقف. وعليه أن يأمل أنه، بدلاً من أيمن عودة، الذي أعلن انسحابه، وأحمد الطيبي وعوفر كاسيف، ستبرز قيادة مختلفة في حداش تعل، تتيح له الاعتماد عليها من أجل الحصول على التأييد الخارجي.
  • 10-12 عضواً عربياً في الكنيست يمكنهم بناء الجسر الذي سيسمح لغانتس بالفوز على بينت في الانتخابات وتحقيق حلمه بأن يصبح، أخيراً، رئيساً للحكومة.

 

 

المزيد ضمن العدد