إذا رفض نتنياهو الصفقة مرة أُخرى، فكأنه ألقى قنبلة نووية علينا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • إنها أيام مصيرية. إذا رفض نتنياهو الصفقة مع "حماس" هذه المرة أيضاً، فسنفقد المخطوفين إلى الأبد، ونكون على حافة حرب إقليمية سيسقط فيها ضحايا كثر، وتدمر كل شيء جيد، وتكون بمثابة قنبلة نووية من دون الغبار الإشعاعي.
  • لا نزال نقاتل في القطاع، ونقتحم المناطق نفسها التي احتليناها، المرة تلو الأُخرى؛ اقتحامات من دون أيّ هدف، ندفع ثمنها دماءً غالية. الجيش ما زال ينجح في تدمير المباني فوق الأرض، لكنه لا يستطيع كبح "حماس" التي تمكث داخل الأنفاق، وعادت إلى حجمها الذي كانت عليه ما قبل الحرب، وجنّدت شباناً جدداً مكان القتلى.
  • إسرائيل لا تستطيع تحقيق أيّ هدف من أهداف الحرب، لأنها قلصت 6 ألوية خلال العشرين عاماً الماضية، ولا يوجد لديها قوات يمكن أن تبقى في الميدان بشكل ثابت. هذا الوضع لا يتيح لإسرائيل الانتصار على "حماس"، ويجب الاعتراف بالخسارة. إن استمرار القتال لن يساهم في الوصول إلى النصر، إنما العكس: هزيمة إسرائيل ستكون أكثر حدة.
  • وعلى الرغم من هذا كله، فإن المستوى السياسي الواهم يستفز رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، بعد انهياره في المواجهة ضد دونالد ترامب، في الوقت الذي تحتاج إسرائيل إلى الولايات المتحدة أكثر من أيّ وقت مضى، وقياداتنا لا تفهم معنى الكارثة الكامنة في الهجوم على لبنان. فإذا لم يكن لدينا قوة كافية للانتصار على "حماس"، فكيف سننتصر على حزب الله الذي يملك 150 ألفاً من الصواريخ والقذائف والمسيّرات.
  • لقد تلقيت رسالة من مقاتل في كتيبة الهندسة القتالية خدم في جيش الاحتياط مدة 8 أشهر، ويشير إلى كثير من الأمور المتعلقة بالوضع في الجيش. لقد كتب المقاتل بما معناه: أنه في أثناء المناورة في جباليا، والتي تمت خلالها إعادة 7 جثث للرهائن، شعر هو وأصدقاؤه بأنه تم إيهامهم. وكتب أن "المنطق يقول إننا ندخل إلى منطقة، ونفكك كل البنى، كي لا تعود "حماس". وعملياً؟ خرجنا من دون استكمال المهمة الهندسية"، مضيفاً "إنهم يعودون عبر الأنفاق إلى منطقة نتساريم، كأننا لم نكن هناك؛ نحن لا نزعجهم بأيّ طريقة".
  • وأضاف: "الأحاديث عن أعداد قتلى ’حماس’ هي تزوير كبير. فعلاً، كيف يمكن أن يكون منطقياً أننا قتلنا 300 ’مخرب’ في المناورة، حسبما يشير الجيش، إن لم نرَ أيّ عدو بأعيننا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى كتيبة المظليين التي كانت إلى جانبنا؟ وتساءلت أمام ضابط من وحدة الدبابات: هل من الممكن أن تكون أعداد القتلى بسبب قصف الدبابات؟ فقال إنه لا يمكن. باختصار، أنا أتساءل عمّا إذا كان الجيش يكذب هنا".
  • المقاتل نفسه قال إن تجنّد الاحتياطيين في كتيبته، خلال السابع من تشرين الأول/أكتوبر، كان مذهلاً، لكنه تراجع "بشكل كبير" مع الدخول إلى غزة، ووصل إلى النصف تقريباً. وبحسبه، فإن صديقه من "كتيبة الدبابات" قال له إن الوضع لديهم مشابه. ويبدو أنه ستتم دعوتهم إلى جيش الاحتياط مرة أُخرى في أيلول/ سبتمبر، أو تشرين الأول/ أكتوبر، حسبما كتب. وسأل "ماذا يتوقعون هناك، أن الأشخاص سيستجيبون؟". وإذا استجابوا، "فعن أيّ مناورة نتحدث في لبنان الآن؟".
  • استمرار القتال في قطاع غزة، الذي يؤدي إلى استمرار القتال في الشمال، لا يقود إلى أيّ حل. لكنه يستنزف الجيش والاقتصاد والعلاقات الدولية والحصانة القومية. قريباً، يمكن أن يؤدي أيضاً إلى حرب إقليمية تدمر الدولة. هذا كله يحدث بسبب 3 أشخاص يحبون المغامرات: نتنياهو؛ يوآف غالانت؛ هرتسي هليفي؛ وغيرهم في المستويَين السياسي والعسكري، لأن الحرب هي الضمانة الوحيدة لاستمرار ولايتهم. وفي حساباتهم غير اللائقة، يتخلون عن الرهائن، ويتركونهم للموت، ويرسلون مقاتلينا للموت عبثاً. هذا ليس أقل من جريمة.
  • يجب إنهاء القتال في القطاع فوراً. هذا الأمر سيدفع حزب الله أيضاً إلى وقف إطلاق النار، ويسمح بإعادة الرهائن بالاتفاق، وترميم الجيش وتحضيره للحرب الإقليمية. عندما يكون الجيش جاهزاً، يستطيع الوقوف أمام كل التحديات.
 

المزيد ضمن العدد