الهجوم القاتل المقبل ينتظرنا: اللغم الذي زرعته "حماس" لإسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • نفذت "حماس" هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بهدف توجيه ضربة قاسية إلى إسرائيل ودفْعها إلى الانهيار، ورؤيتهم كما طرحها قادتها، كخالد مشعل، تتمثل في فلسطين حرّة من اليهود بين النهر والبحر. وبحسب مصادر إعلامية، فإن لدى الاستخبارات الإسرائيلية خطط "حماس" لليوم التالي، وضِمْنَهَا تفاصيل "محافظات الخلافة الإسلامية المستقبلية ومكانة اليهود تحت حكمها".
  • وقد خطّط يحيى السنوار، قائد "حماس" في غزة، للهجوم متأثراً بدراسته مع مروان البرغوثي في السجن. وكان البرغوثي قد قال مرّات عديدة إن الحرب هي استمرارية للدبلوماسية بطُرق عنيفة.
  • ولدى الاستخبارات الإسرائيلية خطة عمل "حماس" لليوم التالي، وتتضمن شرح أي المحافظات ستكون في "الخلافة الإسلامية" التي ستُقام على دمارنا، وكيف ستكون بنية النظام، وأي حقوق ستكون لليهود. وقد فَهِمَ السنوار أهمية المحافظة على إمكان التراجع، ولذلك، فقد ركّز على أخذ الرهائن كبطاقة تفاوض، وكان هدفه الحرص على تصوير الهجوم على أنه ضروري لتحرير الأسرى.
  • وتأكّد السنوار من أن هدف الهجوم، قبل كُل شيء آخر، هو خطْف جنود ونساء وعجزة وغيرهم، وذلك كي يُستَعْمَلُوا كورقة ضمان لبقاء نظام حُكْمِهِ، والصفقة التي طرحها تشير إلى أنه ينوي استعمال هذه الضمانات، لكنه لا يزال يحلم بالحصول على أرباح.
  • ويتضمن مقترح "حماس" لصفقة تبادُل رهائن مرحلتَين مركزيتَين، هما: أولا،ً وقف إطلاق نار لمدّة 6 أسابيع، وتحرير جزء من الرهائن في مقابل أسرى فلسطينيين، وانسحاب جزئي للجيش وزيادة المساعدات الإنسانية. وثانياً، تحرير بقية الرهائن الأحياء في مقابل أسرى إضافيين، وانسحاب كامل للجيش من غزة.
  • إن إسرائيل تقف أمام معضلة معقدة؛ إذ إن الموافقة على شروط "حماس" يمكن أن تسمح للتنظيم بإعادة بناء قوّته والتخطيط للهجوم المستقبلي، في الوقت الذي يمكن أن يؤدي رفْض الشروط إلى تعريض حياة الرهائن للخطر، وقبول الشروط يمكن أن يسمح لـ "حماس" وحزب الله وإيران بالاستعداد للهجوم المستقبلي.
  • إن التحدّي أمام إسرائيل هو: "كيف يمكن تحرير جميع الرهائن في أسرع وقت ممكن، وفي الوقت نفسه منْع ’حماس‘ من إعادة بناء قوتها لتكون تهديداً مستقبلياً على إسرائيل؟" ويتوجّب على إسرائيل أن تبحث جيداً في خطواتها المقبلة من أجل ضمان أمنها القومي على المدى البعيد.
  • وفي الخلاصة؛ فإن على إسرائيل أن تتذكّر أن كُل موافقة تسمح لـ "حماس" بالمحافظة على قوتها وتقديم إنجازات يمكن أن تؤدي إلى هجوم إضافي، حتى أسوأ مستقبلاً. لذلك، فعلى رئيس الحكومة أن يسعى لتحرير جميع الرهائن دفعة واحدة، والامتناع من إعادة سكان القطاع إلى منازلهم من دون حل يضمن أمن إسرائيل على المدى البعيد.